مناهج البحث العلمي

القدرة التنافسية Competitive Capabilities

القدرة التنافسية Competitive Capabilities

علي الرغم من كثرة تداول مصطلح القدرة التنافسية علي جميع المستويات العلمية والتعليمية إلا أن القدرة التنافسية كمصطلح ما زال يكتنفه الغموض ، ولكن هناك الكثير من المحاولات لتعريفه وتوضيح ما المقصود به ، وما هي الأفكار التي يتضمنها.

علي اعتبار أنه واقعا ينبغي التعامل معه وتطويره والاستفادة  منه ، وبالرغم  من تعدد هذه المحاولات التي قامت بوضع تعريف وعدم اجتماعها في تعريف واحد قاطع إلا أنها تشير في مجملها إلي نفس الحقيقة وهي أن  القدرة التنافسية مفهوم ديناميكي يعبر عن التفوق النسبي.

تعريف القدرة التنافسية:

من هذه المحاولات تعريف جمال المرسي للقدرة التنافسية  بأنها: المجال الذي يحقق للمؤسسة أو المنظمة قدرة تنافسية أعلى  من منافسيها في استغلال جوانب القوة والفرص المتاحة فيها للحدِّ من جوانب الضعف وتقليل أثر التهديدات ، والدخول في منافسة مع المؤسسات الأخرى.

تنبع القدرة التنافسية للمؤسسات أو المنظمات من خلال قدرتها على استغلال مواردها البشرية والطبيعية في تحقيق ميزة تنافسية تتعلق بالجودة أو استخدام التكنولوجيا أو الابتكار أوالتطوير([1]).

ويرى محمد وديع أن المنشأة أو المؤسسة تتمتع بقدرة تنافسية إذا تمكنت من المحافظة على متحصلاتها باستمرار أو إذا استطاعت زيادة حصتها السوقية بدون انخفاض فى الأسعار أو تحمل خسائر([2]).

في حين يري محمدعواد ومروان محمد  بأنها: “مجموعة من العوامل التي تكسب المنشأة القدرة علي  مواجهة حدة المنافسة أمام الأخرين ، من خلال تقديم قيم إضافية مثل الحصة السوقية ،أو معدل الربحية وحجمها والإنتاجية ، ورأس المال ، ومهارات العاملين([3]).

وقد عرفها أول باتشيرجى بأنها:”قدرة المؤسسة على استخدام مجموعة المعارف والمهارات والقدرات التى تتفاعل مع بعضها لتحقيق التقدم المنشود ، من خلال شبكات الاتصال والمعلومات ، ونظم التعليم والتدريب”([4]).

كما ينظر منتدى الاقتصاد العالمي إلى تنافسية الخدمات التعليمية وفقاً لتقرير التنافسية العالمي على أنها مدى توافر كمية ونوعية الخدمات التعلمية المقدمة للأفراد في التعليم الأساسي ، وتقاس بمعدلات الالتحاق وجودة التعليم ، وفي التعليم العالي ويضم جامعي ثانوي ، بالإضافة إلى الارتباط بسوق العمل.

ويتم قياس ذلك عن طريق معدلات الالتحاق بالتعليم الثانوي والتعليم الجامعي كمياً ، إضافة إلى جودة نظام التعليم والإدارة المدرسية ومدى توافر الخدمات الانترنت في المدارس وخدمات التدريب سواء للموظفين أو للتلميذ والطلاب([5]).

وقد عرفها عبد الرحمن صابر بأنها :مدى دور الخدمات التعليمية في تنمية المستوى الاقتصادي ككل ، ومن ثم كلما زادت تنافسية الخدمات التعليمية كلما كان ذلك محفزا لزيادة تنافسية الاقتصاد القومي للدولة([6]).

يتضح من العرض السابق أن التنافسية تتعلق بالأداء ومصادر القوة والضعف داخل المؤسسة ، وهي العملية التي يتم فيها الاستعداد والاستغلال للوصول إلى الهدف.

كما يتضح

أنه لا يوجد تعريف محدد للقدرة التنافسية فهو مفهوم يشتمل علي العديد من النقاط ، فهناك تعريف يؤكد علي نوعية الخدمات التي تقدمها ، المؤسسات  وهناك  تعريف يؤكد علي جودة الخريجين ، وهناك من يؤكد علي الاستمرارية في المنافسة علي المستوي الإقليمي والعالمي.

لقد تناول العديد من الباحثين تعريف القدرة التنافسية  اعتماداً على وجهة نظر كل منهم وفلسفته واتجاهاته ، وما يهمنا في هذا الإطار هو تناول هذا المفهوم على مستوى الدولة.

ومن ثم  نجد أن القدرة التنافسية وتأسيسا على ما سبق يمكن صياغة مفهوم شامل للقدرة التنافسية يقوم على أساس تفوق الدولة في توفير منتجات وخدمات بمستوى يفوق ما يقدمه المنافسون الآخرون وذلك من خلال اعتماد أساليب استراتيجية.

ويتبين من ذلك أن القدرة التنافسية في التعليم  تركز علي  شقين مرتكزين أساسين هما:

  • الأول: هو قدرة التميز علي المدارس المنافسة في مجالات حيوية مثل البرامج الدراسية وخصائص أعضاء هيئة التدريس وتقنيات وأوعية المعلومات والتجهيزات المادية والبحثية ونمط الإدارة ونظم الجودة وابتكار نظم وبرامج تأهيل وتدريب جديدة تتواكب مع المستجدات البيئية .
  • الثاني: هو قدرة التعليم الازهري قبل الجامعي علي جذب واستقطاب الطلاب والدعم  والتمويل من السوق المحلية والخارجية ، ونجاح الشق الثاني متوقف علي النجاح في الشق الأول ([7])

([1]) جمال المرسى ، إدريس ثابت ، الإدارة الاستراتيجية(مفاهيم ونماذج تطبيقية ، الدار الجامعية ، القاهرة،  ٢٠٠٣ م ، ص 22.

     ([2])محمد عدنان وديع ، القدرة التنافسية وقياسها” ، سلسلة دورية تهتم بقضايا التنمية فى الأقطار العربية ،المعهد العربى للتخطيط ، الكويت ،  س( ٢) ، ع( ٢٤ ) ،  ٢٠٠٥ م ، ص8.

([3]) محمد عواد الزيادات ، مروان محمد النسور ، تخطيط الموارد البشرية ودوره فى تعزيز المقدرة التنافسية ،لعينة من منظمات القطاع الخاص فى الأردن” ، المجلة  العلمية ، كلية التجارة ، جامعة أسيوط ،، ع٤٢ ، ٢٠٠٧ م ، ص ١٩٧.

([4])أول باتشيرجى ، بحوث العلوم الجتماعية المبادئ والمناهج والممارسات ، ترجمة خالد ناصر آل حيان ، دار اليازورى العلمية للنشر والتوزيع ، عمان ، الأردن ، 2015 م ، ص 26.

([5])أميرة أمين محمد دماج ، دور الرشاقة الاستراتيجية في تحقيق الميزة التنافسية في مدارس المرحلة الثانوية بالجمهورية اليمنية ،رسالة دكتوراه، كلية التربية ، ، جامعة إب، اليمن ، ، 2019م ، ص9.

([6]) عبد الرحمن ، صابر عدلي شاكر،أثر العوامل المؤسسية على تنافسية خدمات التعليم العالي ،المجلة العملية للبحوث والدراسات التجارية ، كلية التجارة، جامعة حلوان ، 2017م ، ص109.

([7]) أحمد سيد مصطفي ، تنافسية التعليم في القرن الحادي عشر دعوة للتأمل ، مجلة التربية ، مصر ، س32 ، ع 14 ، 2003م ، ص129.

السابق
استراتيجية المشروعات الإلكترونية
التالي
أهداف القدرة التنافسية للمؤسسات

اترك تعليقاً