الأنثروبولوجيا

تفسير التعددية اللغوية والعرقية

تفسير التعددية اللغوية والعرقية

التعددية اللغوية تعتبر اللغة الوحيدة الأساسية فى تكوين الثقافات الفرعية والنوعية لالتى تنتظم عادة ضمن إطار ثقافى مشترك وعام. وفى حدود هذا السياق تكتسب اللغة وضعاً إستراتيجياً فى بناء الثقافات والمجتمعات وتعين إلى حد كبير تكوين الهوية القومية.

كما تؤدي التعددية اللغوية إلى ظهور كيانات عرقية تجعل من لهجاتها الخاصة أو الفرعية محوراً للتمركز الثقافى والبحث عن كيان مستقل داخل حدود محلية أو إقليمية معينة.

وتؤدى ديناميات الصراع اللغوي إلى نتائج مضادة فى حالات كثيرة للغة السائدة وما يرتبط بها من أنماط ثقافية ومن هنا كانت أهمية القضية من المنظور الإجتماعي الثقافى والسياسي أيضاً.

اصبح التنوع الثقافى مصدراً كبيراً للصراع الإجتماعي والجدل السياسى. وعلى العكس من التوقعات التى بشرت بها نظريات التحديث الكلاسيكية ، تشهد الآن سلسلة من الحركات الإجتماعية السياسية التى  تعيد تأكيد واستكشاف أو تعيد تكوين الهويات العرقية واللغوية والدينية.

ويعترض هذا الإتجاه آليات الديمقراطية للإندماج الإجتماعي، وتسوية الصراعات فى الدول القومية إلى الحد الذى جعل هذه الدول تفرض وجود إجماع على القيم الأساسية ودرجة معينة من التجانس الثقافى ومن بين الإهتمامات الخاصة، تحليل التنوع اللغوي.

لأنه يعترض الإفتراض الكامن فى معظم نظريات الديمقراطية المتصلة بنطاق الخطاب العام أحادي اللغة ، ولقد  كان على السياسات الديمقراطية أن تستجيب للقضايا المتعلقة بالكيفية التى يمكن بها الإعتراف بهوية المجموعات اللغوية، وفى نفس الوقت. الكيفية التى يمكن بها ضمان مشاركة كل مجموعة لغوية منها فى المجال اعلما المشترك

وتحاول هذه المقالة ربط صياغة سياسات اللغة الديمقراطية بأنماط الإندماج الجتماعي فى نطاق الدولة القومية، وكذلك بالقانون الدولى لحقوق الإنسان.

ويتم الجدل حول أن السياسات التى تعتبر سياسات للتعددية الثقافية – بمعنى مشاركة لغات الأقلية المعترف بها فى المجال العام – هذه السياسات من المحتمل أن تكون أكثر السياسات إستجابة للمعضلات البنيوية للدول القومية المعاصرة وفى الوقت الذى تحتم فيه المعايير الدولية لحقوق الإنسان

أولاً: الوظيفة الإجتماعية للغة وتفسير العرقية:

تحلل النظريات الإجتماعية اللغة بصفة عامة، على أنها نظام للإتصال ونظام للتعبير ومن الواضح أن ذلك التفاعل الإجتماعي بين الافراد يتطلب نظام إتصال مشترك ومع أن اللغة ليست هى العنصر الوحيد فى مثل هذه الأنظمة إلا أنها أهم هذه العناصر الرئيسية.

من حيث المعنى التطويري ومن حيث المعنى التنموي النفس، ومن هنا فإنها تسهم فى الإندماج الإجتماعي واللغة فضلاً عن ذلك تعمل أيضاً كمنظومة للتعبير، حيث تقدم من الناحية الإجتماعية رؤية عالمية مشتركة.

ومع تقديم مثل هذه النظرية العالمية تؤدى اللغة دوراً حاسماً فى تشكيل ضمير الجماعة وإضفاء طابع الرمزية على الهوية الجماعية، ومن ثم فإنها تسهم ايضاً – من خلال وظيفتها الرمزية – فى الإندماج الإجتماعي.

ويعتبرها الكثيرون من علماء إجتماع اللغة عنصراً اساسياً من عناصر “العرقية” بنفس القدر الذى تحققه كوسيلة من وسائل الإتصال، وما تقوم بع من دور رمزي.

ثانيا: مداخل تفسير العرقية:

توجد ثلاثة مداخل نظرية رئيسية لتناول العرقية:

  • مدخل البدائية أو القطرية
  • المدخل الإستدلالى أو التفسيرى
  • المدخل الزرائعى

ويفترض مدخل القطرية أو البدائية أن الطوائف الإجتماعية تتصف بملامح تعتبر “محتومة” بصورة قاطعة، مثل الإقليم أو الدين، أو الثقافة، أو التنظيم الإجتماعي، أو اللغة ومن ناحية أخرى

تركز نظريتا العرقية الإستدلالية والذؤرائعية على التفسير الذاتى للملامح الموضوعية مثل الإقليم والدين والثقافة والتنظيم الإجتماعي للغة ويرى المدخل الإستدلالى فى الهوية العرقية أنها نتيجة لعملية أجتماعية معقدة

ثم من خلالها بصفة مستمرة تكوين وإعادة تكوين الحدود الرمزية، بإستخدام الأساطير والروايات التاريخية للماضى المشترك أو اللغة، أما المدخل الزرائعى للعرقية، التى تتكون من خلالها الطوائف الإجتماعية وقد يرى هذان المدخلان متكاملين، بدلاً من اعتبارهما منفصلين بطريقة متنافرة فبينما يركز الأول على البناء الثقافى الإجتماعي للعرقية، يؤكد الثانى على العوامل السياسية الاجتماعية و(الاقتصادية) [1]

المراجع

  1. Aronin, L., & Singleton, D. (2012). Multilingualism (Vol. 30). John Benjamins Publishing.‏
السابق
أهم تعريفات الإنفوجرافيك التعليمي
التالي
مفهوم التقويم الذاتي ومتطلباته

اترك تعليقاً