اضطرابات اللغة والكلام

التواصل اللفظي والتواصل غير اللفظي

التواصل اللفظي والتواصل غير اللفظي

يصنف التواصل لدى الأطفال إلى التواصل اللفظي والتواصل غير اللفظي ، والتواصل اللفظي ينحصر في الألفاظ التي ينطق بها الفرد مخاطباً غيره من الأشخاص أما التواصل غير اللفظي فيتم بالعديد من الوسائل منها تعبيرات الوجه والإيماءات.

ومعظم نظريات التواصل تقسم التواصل إلى تواصل لفظي والجعل منه الوظيفة الأساسية وتواصل غير لفظي وتجعل منه الوظيفة الثانوية.

1 – التواصل اللفظي:

اللغة من أهم أدوات التواصل البشري لأنها توجد العديد من أدوات التواصل وهي الإشارات الحركية بالأيدي أو بالشفاء أو استخدام الرموز، ولقد تقدمت وسائل التواصل بالتقدم التكنولوجي، وعلى الرغم من ذلك فالفرد البشري هو المرسل والمستقبل لوسائط التواصل والمطور لها بقدراته العقلية وفهمه للإشارات والرموز.

كما أن اللغة كنظام تواصلي متشكل من تراكمية رمزية تمكن الأفراد في أي ثقافة من التعبير عن عالمهم المعاش، واستخدام هذه الإشارات اللغوية في تواصلهم بذواتهم وبالآخرين.

ولكن اللغة إضافة لمخزونها التراكمي (العبارات والكلمات المتداولة بين الأفراد عبر الأزمنة) تتميز بالمرونة والانفتاح وقابليتها للإثراء بإلحاق إشارات جديدة، فاللغة كنظام رمزي قادرة على احتضان العبارات والكلمات المستحدثة نتيجة لحاجة الأفراد وما يستجد في عالمهم من أحداث ومبتكرات تقتضي التوصيف والترميز اللغوي.

2 – التواصل غير اللفظي:

إن التواصل غير اللفظي هو تعبيرات الوجه، وحركة الجسم، والتواصل بالعين والتلميحات، وحتى طريقة غلق أو فتح الأبواب قد تكون وسيلة تعبير عن حالتنا المزاجية، ولما كانت تعبيرات الوجه وحركة الجسم عناصر أساسية في أي تواصل فعال.

فقد أصبح من الضروري أن يدقق أباء الطفل الأصم في تشكيل أساليب التواصل وفقاً لظروف الموقف ومتطلباته، ولكي يتواصل الأب مع طفله الأصم عليه أن يتحرى أن تكون سلوكياته غير اللفظية محددة وواضحة وتعكس المشاعر والمقاصد بدقة.

كما أن على الآباء أن يستقروا على استخدام إشارات محددة بصفة ثابتة بما يحقق لدى الطفل يقينا بأنها تنقل نفس الرسائل في كل مرة.

كما أن التواصل غير اللفظي يعني أن الإشارات في هذا التواصل غير المنطوق ما هي إلى ممثل حقيقي عاكس للشيء الذي تشير إليه، فالضحك يعتبر إشارة للحالة النفسية التي يعايشها الشخص، كما أن البكاء إشارة لحالة عدم الارتياح أو المعاناة الداخلية للإنسان، فالتواصل غير اللفظي يعد سلوكاً فطرياً ومتعلماً في آن واحد.

وسائل التواصل غير اللفظي

1 – الإشارة ولغة الجسم:

تتميز كل لغة وكل ثقافة بلغة (جسم) خاصة تستخدمها بطريقة مفهومة، وقد كتب شكسير في “حكاية الشتاء كان صمتهم ناطقا وكانت إشاراتهم لغة كما يعتبر الاتصال الحركي أمراً كلياً في الثقافات لكنها لمختلف وتتنوع بين الثقافات من حيث تفسيرها ودلالاتها.

2 – تعبيرات الوجه:

الوجوه تعد بمثابة المرآة العاكسة ليس فقط لما في دواخلنا وإنما لما يحدث حولنا مع الآخرين في الحياة اليومية، فالوجه يعمل بمثابة وسيلة تغذية راجعة للآخرين ولنا في تفاعلاتنا اليومية من ناحية فهمنا للمواقف التواصلية ومدى رغبتنا من عدمها في الاستمرار في علاقتنا.

كما تعتبر العيون هي أكثر أجهزة إرسال الإشارات الاجتماعية التي تمتلكها قوة، ولذلك أحياناً ما يطلق على العينين نوافذ الروح ويقوم الناس خلال المحادثات التي تدور بينهم عادة بالنظر في عيون بعضهم البعض، فالاتصال بالعين يمكن أن يستخدم وسيلة للبحث عن العلاقات الحميمة أو محاولة للابتزاز والتهديد.

وظائف العيون:

وتؤدي العيون وظيفتين رئيسيتين:

فالعينان توقران مناخاً ملائماً للأفراد من حيث تزويدهم بردود أفعال صائية تغذي الاتصال الدائر بينهم بطريقة فاعلة والعيون هي أكثر مناطق الوجه استخداما كفناة تواصل فهي تعبر عن المخادعة والمراوغة والغموض والكره والخوف والزيف.

كما تعبر عن الثقة والحب والدعم، فهي مثل المرأة تفسر الكلمات وتعكس أكثر بكثير من اللسان، فلغة العين لا تحتاج إلى قاموس ولكن إلى فهم الذي بداخلها فمعظم الناس تعتمد في تقبلها الاجتماعي على دراسة عيون الآخرين، فالعين تشير بدقة إلى علاقة إيجابية أو سلبية.

فعندما ينظر الفرد إلى شيء سار فإن العين تتسع وعندما ينظر إلى شيء غير سار فسوف يغمض عينيه. كما أن طول النظرة، واتجاهها، ونوعها بالإضافة إلى مدى الساع العين تستخدم كمؤثرات دقيقة لمستوى اهتمام الأفراد فإنسان العين يتسع عندما تجد مثيرات مهمة ويضيق عندما تجد مثيرات أقل أهمية.

 كما يزداد اتساع العين حينما نصبح مستثارين الفعالياً وعندما يرغب فرد ما في تحديد ما إذا كان الشخص يعيش الفعالا موجباً أو سالباً وتحديد قوة الانفعال الذي يعيشه، فإن إنسان العين تزداد أهميته فيتسع عندما يعيش الشخص انفعالات موجبة مثل السعادة ويضيق عندما يعيش الشخص انفعالات سالبة مثل الحزن.

فإنه يتم التعبير عن الدفء من خلال التواصل بالعين واتساع بؤرة أو إنسان العين والابتسام والمجاملة والوضع الجسمي السمح أو غير المتحفظ، أي أن يجعل المرء نفسه قريباً من الآخرين في التفاعل.

وللعيون أبعاد مختلفة عن الحركة تعبر عن الاهتمام أو الملل أو التعاطف أو العدوانية أو الانجذاب أو الفهم أو سوء الفهم ومن ثم فإن اكتسابها مهم جدا في الاتصال الحر.

3 – اللمس:

اللمس باعتباره حركة وهي من أكثر مظاهر الاتصال غير اللغوي تعرضا لسوء الفهم إذ يدل في بعض الثقافات على إحساس حيم وشعور قوي بالود ويدل في ثقافات أخرى على سلوك مبتذل ومعرفة حدوده وتقاليده ضرورة للاتصال الواضح الذي لا لبس فيه.

فيعتبر التواصل اللمسي أول أشكال التواصل، يبدؤه الطفل مع أمه ومع الأشياء المحيطة به، وينمو هذا الشكل من التواصل مع الإنسان ويتحدد من خلال السياق الثقافي الذي يعيش فيه.

فاللمس هو وسيلة من وسائل التواصل غير اللفظي وهو يعبر عن الاهتمام بالشخص الآخر، فمن خلاله يستطيع الفرد التعرف على مدى اهتمام الآخرين أثناء المصافحة والتقبيل والمعانقة، فمن خلال الرابطة العاطفية بين الأم والطفل المتمثلة في لمسه وتقبيله يشعر الطفل بالدفء والحنان فيساعد ذلك على نمو الطفل الفعالياً.

فحاسة اللمس من أهم الحواس ويعتبر الجلد عضواً حساساً لأن سطح الجلد به مستقبلات حسية هائلة تعطي الإحساس بالحرارة أو البرودة، ففي كل 100 مليمتر مربع 50 مستقبلاً حسياً، وكذلك العمود الفقري يوجد به نصف مليون مستقبل ،حسي، ومن المثير للاندهاش حجم المناطق الحسية في المخ.

4 – المظهر الشخصي:

تعتبر الملابس ووسائل الزينة جانبا مهما من جوانب الاتصال فهي عادة تدل على نظرة المرء إلى نفسه وعلى طبقته الاجتماعية وعلى شخصيته بشكل عام وكذلك وسائل التزين المختلفة يكون لها مستوى خاصاً في الحوار في الثقافات المختلفة.

فيستخدم المظهر الشخصي أحياناً للتنبؤ بالنجاح الوظيفي، فالرسالة التي يفهمها الجميع هي أن الجمال يتضمن الطيبة والموهبة والنجاح، وبالتالي تعتبر ما ارتكبه الشخص ذو المظهر الجميل من أخطاء زلة وليس خللا في شخصيته فالمظهر المرئي مكون هام للتواصل الناجح ويؤثر بشدة على مفهوم الذات.

وظائف التواصل غير اللفظي

من أهم وظائف الاتصال غير اللفظي تتمثل على النحو التالي:

  • التكرار أو الإعادة حيث يقوم التواصل غير اللفظي بإعادة ما قلنا لفظياً.
  • يمكن للسلوك غير اللفظي أن يناقض السلوك اللفظي
  • البديل: هو بديل عن التواصل اللفظي مكمل أو معدل للتواصل اللفظي.
  • التأكيد.
  • التنظيم.
  • يزودنا بأنواع محددة من المعلومات لا يمكننا الحصول عليها عن طريق التواصل اللفظي.
  • تنظيم التفاعل بين الناس.
  • يستخدم لتحديد مستويات الثقة بالنفس.
  • يمكن استخدامه بشكل موجه.
  • أكثر فاعلية وأقل إساءة من اللفظي .
  • بعض من الرسائل غير اللفظية يستخدم بطريقة مقصودة بغرض الخداع.
  • هو وسيلة تعرف منها المقصد والحافز الذي يريد أن يرسله الشخص نفسه في التحديد المعنى الدقيق.
  • كأنها قناة متعددة لحل شفرة الرسالة اللفظية.
  • أهم وظيفة له هي السيطرة الاجتماعية بمعنى أن يؤثر في سلوك الآخرين. توظيفه في سياق محدد.
  • إنه أكثر فاعلية من الكلمات فأحياناً، تكون الكلمات قاصرة عن التعبير.
  • الإشارات غير اللفظية تعبر عن المشاعر الداخلية.
  • الرسائل غير اللفظية تكون أقرب إلى الصدق لأن السلوك غير اللفظي لا يمكن التحكم فيه بسهولة مثل الكلمات المنطوقة.
  • الإشارات غير اللفظية يمكن أن تعبر عن المشاعر الحقيقية.
  • تكون ضرورية في المساعدة على إرسال رسائل مركبة. فهي تعطي الرسالة اللفظية معاني كثيرة من خلال الإشارات غير اللفظية.
السابق
عناصر عملية التواصل لدى الأطفال
التالي
تعريف اضطرابات التواصل وأسبابها

التعليقات معطلة.