المناهج وطرق التدريس

مفهوم التدريس الفعال وخصائصه

التدريس الفعال ومهاراته

الموقف التدريسي في التدريس الفعال يتميز بالتفاعل – بصورة أساسية – بين طرفين، المعلم والمتعلم، فيقوم المعلم الذي يمتلك مهارات التدريس الفعال بالإجراءات والخطوات التي تؤدي إلى أن يتعلم المتعلمون ما يقصد أن يعلمه لهم المعلم، وبطبيعة الحال فكلما كأن ما يقوم به المعلم مناسبا لحاجات المتعلمين ومراحل نموهم، وكلما كانت المادة التعليمية والخبرات التي يقوم المعلم بإكسابها لدى المتعلمين تجيب عن تساؤلات مهمة لديهم، ولها قيمتها الواضحة لديهم.

وكلما كانت البيئة المدرسية بيئة منظمة ومتعاونة وواعية بالعمل التدريسي؛ كلما كأن ذلك سببا لزيادة كفاءة التعلم.

والجدير بالذكر أن عمليتي التعليم والتعلم التي نقصدها من وراء التدريس لا تقتصر على مجرد اكتساب المتعلمين للمعارف والأفكار أو الوقوف على امتلاك المتعلمين لبعض المهارات المتعلقة بالفهم والتحليل والنقد وحل المشكلات وإصدار الأحكام ..إلى غير ذلك، وإنما تمتد إلى اكتساب ما هو أشمل وأكثر ؛ حيث تمتد إلى تكوين المفاهيم والحقائق وإلى تحقيق الفهم والوعي بالمصطلحات والرموز، وتمتد كذلك إلى اكتساب المهارات الاجتماعية والعقلية واللغوية مثل النطق الصحيح، والقيام بالتجارب العملية، والاستخدام الدقيق للحواس، والتعاون والإنجاز … الخ، وكذلك اكتساب القيم وتنمية الميول والاتجاهات وأوجه التقدير وتعديل سمات الشخصية بصورة عامة .

والموقف التدريسي يتأثر بالعديد من العوامل بعضها يتعلق بالمنهج ، مثل الأهداف والمحتوى والزمن المخصص للتدريس والوسائل التعليمية ومعينات التدريس وأساليب التقويم ، ومصادر التعلم … الخ، وبعضها الأخر يتأثر ببيئة التعلم ذاتها مثل نوع العلاقات السائدة بين المعلم والمتعلمين ، وبين المعلمين بعضهم البعض، وبين المتعلمين أنفسهم، وكثافة التلاميذ بالصفوف الدراسية وإمكانيات المدرسة، ونوعية العلاقة بين المدرسة وأولياء الأمور …الخ، وبين المدرسة ومؤسسات المجتمع الأخرى، والبعض الثالث منها يتأثر بنوعية المعلمين من ناحية تكوينهم المهني ومؤهلاتهم وخبراتهم العملية وظروفهم المادية والاجتماعية والنفسية ..الخ . كما يتأثر الموقف التدريسي كذلك بطبيعة المتعلمين من ناحية مراحل نموهم وحاجاتهم ومستوياتهم .. الخ.

وعلى هذا الأساس لا يجب أن ينظر إلى الموقف التدريسي على أنه موقف فردي يتعلق بعامل واحد فقط من العوامل السابقة، بل يجب أن ينظر إليه على أنه موقف كلى يضم العديد من العوامل ويتأثر بها منها المعلم والمتعلمين والمنهج والبيئة المدرسية والإدارة التعليمية والأسرة، فكل هذه العوامل يجمعها علاقات وتفاعلات يمكن أن تؤدي إلى كفاءة التدريس لاسيما إذا نجح المعلمون في تنظيمها وإدارتها على نحو معين.

مفهوم التدريس الفعال:

عند محاولة تحديد تعريف لمفهوم التدريس الفعال لا بد أن تراعي العوامل المشار إليها والتي تؤثر في الموقف التدريسي، وهناك تعريفات عديدة للتدريس الفعال تراعي هذه العوامل، منها ما يلي:

  • “أنه نشاط يهدف لمساعدة المتعلم لتحقيق أهداف تعليم معينة يمكنه بها أن ينمو معرفيا ووجدانيا وحركيا؛ ليصبح فردا قادرا على إشباع حاجاته وحاجات مجتمعه” [1].
  • “وهو عمل يقدم من قبل شخص متخصص يحاول مساعدة الآخرين إلى ما يبتغونه في تحقيق نموهم وتطورهم وتدريبهم على المهارات المتعددة لتحقيق أهدافهم” [2].
  • “وهو عملية اتصال تتم بين المعلم والتلاميذ، يحاول المعلم إكساب تلاميذه المهارات والخبرات التعليمية المطلوبة، ويستخدم طرقا ووسائل تعينه على ذلك مع جعل المتعلم مشاركا فيما يدور حوله في الموقف التعليمي” [3].
  • “أنه نظام متكامل له مدخلاته، وتتمثل في: (المعلم والمتعلم والمنهج الدراسي وبيئة التعلم)، وعملياته المتمثلة في: (الأهداف والمحتوى وطرق التدريس والتقويم)، ومخرجاته المتمثلة في: (التغيرات المطلوب إحداثها في شخصية التلاميذ)” [4].

ومن خلال التعريفات السابقة يلاحظ تعدد الرؤى في النظر إلى التدريس الفعال – وذلك يرجع بصفة عامة إلى أنه عملية لها طبيعتها المميزة وتختلف عن غيرها:

خصائص التدريس الفعال:

يتميز التدريس الفعال بالعديد من الخصائص، أهمها ما يلي [5]:

  • عملية تعاونية ومشتركة بين المدرسة والمجتمع.
  • يتم في إطار نظام له مدخلاته وعملياته ومخرجاته.
  • مهنة لا يقوم بها إلا المتخصصون.
  • يسعى إلى إحداث تعديلات وتغيرات للسلوك المرغوب فيه.
  • عملية اتصال وتفاعل بين أكثر من طرف.
  • نقل الخبرات والمعارف والمعلومات.
  • سلوك يحقق النجاح المطلوب.
  • نشاط مقصود يسعى لإحداث التعلم.
  • سلوك يكتسب عن طريق الممارسة والتدريب.

معايير التدريس الفعال:

تؤكد الاتجاهات التربوية الحديثة على العلاقة بين المعايير الخاصة بتحقيق الجودة الشاملة للمعلمين، والوصول إلى تحقيق التدريس الفعال ومن خلال العديد من الدراسات والمشروعات البحثية التي توصلت إلى قائمة بالمعايير الخاصة بالمعلمين، والتي في ضوء هذه المعايير يمكن أن يحصل على الاعتماد Accreditation وبالتالي الحصول على الترخيص أو الإجازة Licensing تشجع المعلمين على التنمية المهنية المستدامة، وتتمثل هذه المعايير في المحاور التالية [3] :

أولاً: معايير جودة السمات الشخصية للمعلم، ومن أبرزها:

  • حسن المظهر والسلوك.
  • الموضوعية في التصرفات والأحكام.
  • الاتزان الانفعالي.
  • قوة الملاحظة وسرعة البديهة.
  • القدرة على حل المشكلات.
  • تنوع الاهتمامات ولديه قدر كبير من الثقافة العامة.

ثانياً: معايير جودة الأداء الأكاديمي، وأهمها ما يلي:

  • التمكن من المادة الدراسية التي يقوم بتدريسها.
  • توافر الرغبة في الإطلاع المستمر على كل ما هو جديد في مجال تخصصه.
  • المهارات اللازمة لعلمية تقويم ومتابعة تلاميذه في المواد الدراسية التي يقوم بتدريسها.
  • قدر من الثقافة العامة التي تخدم مجال تخصصه.
  • قدرات إبداعية تمكنه من إتقان عمله وتأديته بأعلى درجة من الجودة.
  • الرغبة في التعامل والتعاون مع إدارة المدرسة والتوجيه الفني.

ثالثاً: معايير جودة الأداء المهني، ومنها ما يلي:

  • توافر اتجاهات إيجابية نحو مهنة التدريس.
  • الإلمام الكامل بجوانب العملية التربوية التي يقوم بها.
  • القدرة على إكساب التلاميذ مهارات التفكير العلمي.
  • على اكتشاف مواهب وإمكانيات التلاميذ وتنميتها.
  • توافر القدرة على توصيل المعلومات والمعارف بطريقة سهلة ورشيقة.

رابعاً: معايير جودة رضا الخريج عن عمله، وتتمثل في الأتي:

  • الرضا التام عن العمل الذي يقوم به.
  • الرغبة في الاستجابة المستمرة لإرشادات وتوجيهات رؤسائه في العمل.
  • التمسك والاستمرار في العمل الذي يقوم به.
  • التميز عن غيره من خريجي كليات التربية.
  • الرغبة في تحسين وتطوير أدائه بصفة مستمرة.
  • الشعور برضاء رؤسائه عما يقوم به من تصرفات في مجال العمل.

خامساً: معايير جودة خدمة وتنمية المجتمع المحلى، وتتحقق من خلال المشاركة في:

  • محو الأمية وتعليم الكبار.
  • مجموعات التقوية الدراسية التي تنظم في نطاق المجتمع المحلى.
  • تجميل وتزيين الميادين العامة.
  • التوعية السياسية وتنمية الولاء والانتماء للوطن.
  • حل بعض المشكلات العائلية والاجتماعية في البيئة المحيطة بالمدرسة.

وفي هذا الصدد قدم (أحمد حجي) رؤيته عن تكوين المعلم: متى؟ ولماذا؟ وكيف يتم عندنا في ضوء ما يفعله الآخرون؟ حيث تناول عرض لبعض مفاهيم تكوين المعلمTeacher Preparation على أن المقصود به الحديث عن المعلم منذ التحاقه بكلية التربية وتناول فى عرضه لمفهوم الإعداد ربطه بمفهوم الاستمرارية في التكوين Teacher formation وهي المسمى الذي يعبر عن استمرارية هذه العملية وتكامل حلقاتها، أي أن مفهوم تكوين المعلم يعنى تشكيل الفرد المتعلم قبل دخوله كلية التربية ويستمر هذا التكوين لما بعد التخرج، طيلة ممارسته لعمله المهني، وعرض مجموعة من العوامل التي تقف وراء تحبيذ مفهوم التكوين من أهمها ما يلي [6] :

  • أن التعليم مهنة تحتاج للاستمرارية في اكتساب أبعادها المتجددة.
  • تعاظم استخدام التكنولوجيا في التعليم والحاجة إلى متخصص يدير عملية استخدامها.
  • ظهور فكر تربوي جديد تعليمي مثل الذكاءات المتعددة، والتعلم للتميز والإتقان وظهور المبادئ الأربعة للتربية التي أقرتها اللجنة الدولية للتربية للقرن الحادي والعشرين وهي: (تعلم لتعرف، وتعلم لتعمل، وتعلم للعيش معاً ومع الآخرين، والتعلم لتكون).
  • وتؤكد الاتجاهات التربوية المعاصرة على المفاهيم الجديدة التي ظهرت عن المعلم لتؤكد مفهوم التكوين، والتنمية المهنية المستدامة وذلك كما يلي:
  • المرشدTeacher counselor الذي يقوم بالتعليم والإرشاد والتعليم العلاجي.
  • أمين المكتبة Teacher Librarian الذي يجمع بين التدريس وإدارة مصادر التعلم.
  • ميسر التعليم Facilitator learning .
  • مدير لبيئة التعليم والتعلم.
  • مكتشف للمواهب ومنم للإبداع.
  • التعليم عن طريق فرق (مجموعات).
  • التعليم بالتكنولوجيا.
  • المعلم القادر على التأمل والتحليل في ممارساته التعليمية.
  • الواعي بكافة أنواع التعلم، والتمكن من مساعدة الأطفال ليتعلموا بها.
  • القادر على صياغة استراتيجيات تدريسية تناسب تعليم تلاميذه.
  • الذي يسهم في الإصلاح التعليمي وتطوير المناهج.
  • المتمكن من تقويم أداءات تلاميذه وتقويم أدائه هو ذاتياً.
  • الراغب في – والقادر على – تدريب زملائه.
  • الذي يحسن فهم تخصصه بشكل يجعله قادراً على هضم هذا التخصص.
  • الذي يخلق الدافعية والتحفيز ويجعل مناخ بيئة التعلم جاذباً ومبهجاً.

المراجع

  1. سهيلة محسن كاظم الفتلاوي: تعديل السلوك في التدريس، درا شروق للنشر والتوزيع بالأردن، 2005م.
  2. خولة فاضل الزبيدي: أساليب التعليم والتعلم الحديثة، المملكة العربية السعودية، معهد الإدارة العامة، مركز البحوث، 2003م
  3. كمال عبد الحميد زيتون: التدريس نماذجه ومهاراته، عالم الكتب بالقاهرة، 2003م
  4. حسن حسين زيتون: مهارات التدريس رؤية في تنفيذ التدريس، سلسة أصول التدريس، الكتاب الثالث، عالم الكتب بالقاهرة، 2001م
  5. جابر عبد الحميد وآخرون ” مهارات التدريس ” القاهرة، درا النهضة المصرية، 1986م
  6. أحمد حسين اللقاني: فارعة حسن: التدريس الفعال عالم الكتب القاهرة
السابق
علم نفس النمو المظاهر والمراحل
التالي
أسلوب حل المشكلات وطبيعته

تعليق واحد

أضف تعليقا

  1. التنبيهات : طرق التدريس الفعال ومهاراته | معلومة تربوية

اترك تعليقاً