التربية الخاصة

الخصائص الاجتماعية لأطفال التوحد

للحديث عن الخصائص الاجتماعية لأطفال التوحد نجد أنه يوصف اضطراب طيف التوحد على أنه اضطراب نمائي يظهر في خلال السنوات الثلاثة الأولى من عمر الطفل، ويؤثر اضطراب طيف التوحد سلبا على الطفل في الحياة الاجتماعية والتواصل إذ يواجهون صعوبات في التواصل اللفظي وغير اللفظي، وصعوبات في الأنشطة الترفيهية ، والتخيل، ويظهرون سلوكا متكررا كارتباطه ببعض الأشياء. يمكن عرض الخصائص الاجتماعية لأطفال التوحد كالتالي.

من أهم خصائص الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد هو أنهم لا يستطيعون تطوير العلاقات الاجتماعية التي تتناسب مع أعمارهم. حيث أن الخاصية الأساسية لاضطراب طيف التوحد تتمثل في اختلال الأداء الوظيفي في السلوك الاجتماعي، حيث يعتبر انحراف النمو الاجتماعي عن مسار الطبيعي هو أشد الملامح لاضطراب طيف التوحد.

وكذلك يتصف الشخص ذي اضطراب طيف التوحد بأنه لا يفهم مشاعر الآخرين، فمثلا لا يستطيع الطفل أن يتفاعل مع أمه عندما يراها تبكي أو حزينة مثل الأطفال العاديين، ويعود مصدر الإخفاق عن الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد فيما يخص التفاعل الاجتماعي لعدم قدرتهم على تبادل مشاعر في المواقف الاجتماعية، أو العجز في فهم الطبيعة التبادلية في عملية التفاعل الاجتماعي [1].

مضمون الخصائص الاجتماعية لأطفال التوحد

ويتضمن التوحد عادة ضعف في التواصل الاجتماعي (سواء بكلام أو غيره) حيث أن غالبية الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد يعانون من نقص في المهارات اللغوية، بالإضافة إلى انعدام قدرتهم على فهم وتفسير العواطف والمعاني، التي يعبر عنها الآخرون من خلال حركات أعينهم أو ملامح وجوهم، كما يفتقد هؤلاء الأطفال إلى القدرة على التعبير عن مشاعرهم وإيصالها للأخرين من خلال ملامحهم.

ويمكن أن يطور بعضهم قدرته على الاتصال مع الآخرين مع مرور الوقت ولكن حتى هؤلاء الذين يطورون هذه القدرات لا يفهمون في الغالب جوهر العلاقات الاجتماعية، ويمكن أن يخلط هؤلاء الأطفال بين ضمائر مثل أنت وأنا وهو وهي [2].

إن الصفة الإكلينيكية لاضطراب طيف التوحد هي اضطراب عميق في العلاقات الاجتماعية تظهر في السنوات الأولى من الحياة وتقريبا في سن الثلاث سنوات، ويبدو الاضطراب في التفاعل الاجتماعي في النقص الواضح في وعي الطفل بالأخرين مثل معاملة الناس على أنهم أشياء لا يتطلبون تفاعلا متبادلا [3].

كما أن من الخصائص الاجتماعية لأطفال التوحد الفشل المشاركة في علاقات اجتماعية تبادلية كما يفشلون في تقدير أو استجابة لانفعالات الآخرين، كما أن نقص التعاطف يميل إلى إحداث مشكلات في تكوين الأصدقاء، كما أن نقص الحساسية إلى التلميحات الانفعالية يؤدي إلي مظاهر محددة من السلوك الاجتماعي، وأن الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد يوصفون على أنهم يتجنبون التواصل البصري، والتواصل البصري سلوك يتغير مع النمو، ويميل الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد إلى البقاء شاذين وتجنب سلوك التواصل البصري، كمان أن الأنماط السلوكية النمطية تتداخل مع قدرة الأفراد [4].

تكوين العلاقات الاجتماعية لدى أطفال التوحد

إن تكوين العلاقات والحفاظ عليها غالبا ما يكون صعبا بالنسبة للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، والصداقة تقوم على المصالح المشتركة والاستعداد المشاركة مع شخص آخر، كما أنهم يواجهون صعوبة في قراءة الإشارات الاجتماعية غير اللفظية التي يستخدمها الأطفال في المواقف الاجتماعية المختلفة بسبب الخصائص الاجتماعية لأطفال التوحد ومع كبر سن الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد فإنهم غالبا ما يريدون أن يقوموا بالتواصل الاجتماعي ولكن يفتقدون إلى المهارات الاجتماعية لعمل ذلك، ونتيجة لذلك فإنهم في بعض الأحيان يعرضون سلوكيات غير مناسبة موجهة نحو الآخرين مثلا المراقبة والضرب والعض [5].

كما أنه يمكن إلى حد كبير تحسين التفاعلات الاجتماعية ومدتها لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد من خلال الاهتمام بتنمية مهاراتهم الاجتماعية، حيث يتضمن ذلك تنمية المهارات الوظيفية ذات الأهمية في سياق الحياة اليومية وذلك من خلال استراتيجيات لتنمية قدراتهم على التواصل، وعلى فهم اللغة، وعلي حدوث التفاعلات الاجتماعية في المواقف المنزلية والمدرسية والوظيفية والمجتمعية المعقدة، وهو الأمر الذي يمكن أن يتحقق من خلال تنمية مهاراتهم الاجتماعية. وأن الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد يتسمون في مشكلة التعبير عن أبسط المشاعر من السعادة أو الحزن بطريقة صحيحة وأن مجال استخدام الإشارات الجسدية والتعبيرات بالوجه محدودية للغاية.

الخصائص الاجتماعية لأطفال التوحد

يعاني الطفل ذي اضطراب طيف التوحد في قصور علاقاته الاجتماعية مع الآخرين، ويمكن أن نوجز أهم النقاط فيما يلي [6]:

  • النمو الاجتماعي: من حيث التواصل البصري، وكذلك عن فهم الطبيعية التبادلية في مواقف التفاعل الاجتماعي، وعجزه عن فهم وتحليل مشاعر الآخرين من خلال السلوك غير اللفظي.
  • التواصل الاجتماعي: مصحوب بقلة الانتباه وعدم التفاعل الاجتماعي داخل المحيط الأسري.
  • الرغبة في تكوين صداقات: وتكون مبنية على المشاركة في نشاط معين يستحوذ علي اهتمام في اضطراب طيف التوحد.
  • العزلة الاجتماعية: يظهر في العجز عن تكوين علاقات مع المحيط وعدم الاستجابة الانفعالية مما نجدهم يتصرفون وكأنهم في عالم خاص في غياب التواصل البصري.
  • العلاقة الوسيلية مقابل العلاقة التعبيرية: أي أن ذي اضطراب طيف التوحد يتخذ من الآخرين وسيلة لتنفيذ ما يريد في غياب اللغة الكلامية.
  • اللعب: بحيث يظهر ذي اضطراب طيف التوحد اللعب التنظيمي كصف الأشياء في صفوف، كما يتسم بقصور في اللعب الخيالي.

المراجع

  1. عبد الرحمن سليمان (۲۰۰۲).إعاقة التوحد. القاهرة: مكتبة زهراء الشرق.
  2. أسامة محمد البطانية، عبدالناصر دياب الجراح، مأمون محمود غواغة (۲۰۰۷). علم النفس الطفل غير العادي . عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة.
  3. نادية إبراهيم أبو السعود(۲۰۰۰). الطفل التوحدي في الأسرة الإسكندرية: المكتب العلمي للنشر والتوزيع.
  4. إبراهيم عبدالله الزريقات (2004). التوحد-خصائص والعلاج. عمان: دار وائل.
  5. Scott, J., Clark, C. M., Brady, M. (2000). Students with autism characteristics and instructional programming for special educators. San Diego: Singular Publishing Group.
  6. Sikora, D., Moran, E., Orlich, F., Hall, T. A., Kovacs, E. A., Delahaye, J., … & Kuhlthau, K. (2013). The relationship between family functioning and behavior problems in children with autism spectrum. Research in Autism Spectrum Disorders, 7(2), 307-315.
السابق
المهارات الاجتماعية لأطفال الأوتيزم
التالي
مفهوم القياس النفسي وأنواعه

اترك تعليقاً