علم النفس

الفرق بين القياس والتقييم والتقويم

الفرق بين القياس والتقييم والتقويم

يميل بعض التربويين إلى اعتبار المصطلحات الثلاثة: القياس Measurement – التقييم Assessment – التقويم Evaluation. على أنها مصطلحات مترادفة ولكنها ليست كذلك وفيما يلي تعريف كل منها:

أولا: مصطلح القياس Measurement:

هو الوصف الكمي الموضوعي للأداء، فهو الحكم الكيفي الوصفي على الدرجة ممثلاً في التقدير النوعي للأداء، وهذا الحكم يفيد في اتخاذ قرار معين بشأن الفرد الذي حصل على الدرجة أو اقتراح إجراء مناسب له.

أو هو تعيين فئة من الأرقام أو الرموز تناظر خصائص أو سمات الأفراد طبقاً لقواعد محددة تحديداً جيداً، وهذا يعنى أن القياس التربوي يُعني بتكميم خصائص أو سمات الأفراد، حيث أننا لا نستطيع قياس الأفراد في ذاتهم وإنما نقيس خصائصهم أو سماتهم ([1]).

وهو بهذا المفهوم يعني أنه لو حصل طالب في اختبار الكيمياء مثلاً على 80 درجة من الدرجة الكلية التي قدرت 100 درجة، فهذا يعني أن هـذا الطالب استطاع الإجابة عن 80 % من أسئلة الاختبار أو أنه يمتلك 80 % من المعلومات الكيميائية.

ودرجة الطالب في هذا الاختبار يصعب تفسيرها وليس لها معنى في حد ذاتها، وإنما تستمد معناها من معيار (محك) معين.

والمعيار (المحك) هو مجموعة الشروط والمواصفات التي ينبغ توافرها في ظاهرة (ما).

النقاط المرجعية:

يوجد نوعان من النقاط المرجعية يمكن استخدامها في تفسير درجة الطالب وهما:

  • الأول: معيار مرجعي الجماعة Norm- Referenced.
  • الثاني: معيار مرجعي المحك Criterion – Referenced.

ويمكن تفسير معنى معيار” مرجعي الجماعة : أن الطالب الذي حصل على 80 درجة في اختبار الكيمياء، يمكن تفسير درجته بالنسبة لباقي زملائه في الفصل، أي مقارنة أداء هذا الطالب بأداء باقي زملائه وهذا يعطي للدرجة التي حصل عليها الطالب معنى ودلالة أكثر وضوحاً.

فمثلاً إذا طبق هذا الاختبار في الكيمياء على باقي زملاء الفصل وكان متوسط درجاتهم 70 درجة وكان أعلى الدرجات 90 درجة، وأدناها 50 درجة، فإن درجة الطالب الذي حصل على 80 درجة يصبح لها معنى أكثر وضوحاً، لأنها تحدد مركز هذا الطالب بالنسبة لمجموعة زملائه.

كما يمكن تفسير معيار” مرجعي المحك”: تحديد مركز هذا الطالب بالنسبة لمجموعة زملائه، لا يعني أن هذا الطالب أتقن المهارات المطلوبة لاجتياز الاختبار، فقد يكون أداء مجموعة الفصل متدن وهابط أو مرتفع وعال.

لذلك وجب أن يوجد معيار آخر وهو معيار المحك الذي يمكن تفسير الدرجة التي حصل عليها الطالب في ضوئه، وهو محك الأداء المتعلق بمجموع المهارات التي يجب أن يتقنها الطالب .

فقد تكون الدرجة التي حصل عليها الطالب في هذا المثال أكبر من الدرجة التي ينبغي على الطالب الحصول عليها لكي ينجح في أداء المهارة وهي 70 درجة مثلاً، وبذلك يمكن تفسير الدرجة 80 التي حصل عليها الطالب في اختبار الكيمياء بالنسبة للمعيار الثاني (مرجعي المحك) أن هذا الطالب حصل على الدرجة التي تؤهله للنجاح في الكيمياء مثلاً.

ثانيا: مصطلح التقييم Assessment:

يقع مصطلح التقييم أو التقدير في مركز وسط بين مصطلح القياس ومصطلح التقويم، فالقياس يعني وصف السلوك وصفاً كمياً أي إعطاء سلوك الطالب درجة معينة فقط ولا يتعدى ذلك إصدار قرار بشأن هذا الطالب.

بينما التقويم يعني إصدار حكم على الطالب وهـو يتضمن التشخيص والعلاج والوقاية، كما أنه العملية التي تستخدم نتائج القياس، لهذا فهو أعم وأشمل من عملية القياس.

أما مصطلح التقييم فهو عملية جمع معلومات عن التلاميذ، عما يعرفونه ويستطيعون عمله وهناك طرق كثيرة لجمع المعلومات منها الملاحظة أو الاختبار([2]).

مما سبق يمكن تعريف التقييم بأنه: “عملية جمع معلومات وبيانات وترتيبها وتفسيرها للمساعدة على أخذ قرار بشأن الطلاب وتوجيههم بحسب استعداداتهم وميولهم، وعملية جمع المعلومات تتم من خلال اختبارات الأداء والملاحظة ولا تتضمن هذه العملية التشخيص والعلاج والوقاية التي تخص عملية التقويم.

ثالثا: مصطلح التقويم Evaluation: :

يُعرفه فؤاد سليمان قلادة 1982، 491 – 523 بأنه: “إصدار حكم على مدى تحقيق أهداف منشودة على النحو الذي تحققه تلك الأهداف وبحيث تحدث تغيرات في سلوك الطلاب الدارسين وتتضمن تلك العملية([3]):

  • تجميع معلومات مناسبة قياس Measurement
  • الحكم على قيمة هذه المعلومات تبعا لبعض المستويات.
  • اتخاذ قرارات مبنية على هذه المعلومات أو بدائل منها تكون صالحة.

ويُعرفه فؤاد أبو حطب، 1992 بأنه: “إصدار حكم على مدى تحقيق الأهداف التربوية ومعالجة الآثار التي تحدثها بعض العوامل والظروف، أي أن إصدار حكم في التقويم التربوي يتبعه إجراء عملي يتعلق بتحسين العملية التربوية أو في بعضها أو فيها جميعاً.

فقد ينصب التقويم على نفسه فيصبح تصحيحاً للتقويم، أي أن المعلومات التي تنتج من التقويم تقوم بدور التغذية الراجعة بالنسبة إلى جميع مكونات العملية التربوية.

ويُعرفه (صلاح علام، 2002، 21) بأنه عملية منهجية تتطلب جمع بيانات موضوعية ومعلومات صادقة من مصادر متعددة باستخدام أدوات قياس متنوعة في ضوء أهداف محددة بغرض التوصل إلى تقديرات كمية وأدلة كيفية يستند إليها في إصدار أحكام أو اتخاذ قرارات مناسبة تتعلق بالفرد.

استنتاج

مما سبق يمكن تعريف التقويم Evaluation بأنه: “إصدار حكم على مجموعة الأشياء أو الموضوعات أو الأشخاص في ضوء مجموعة من المعايير أو المحكات أو المستويات وهو يتضمن التشخيص والعلاج والوقاية”، ويمكن تعريف كل من:

  • الأشياء تعنى مجموعة الأجهزة أو الأدوات.
  • الموضوعات تعني الكتب الدراسية المقالات.
  • الأشخاص تعني الطلاب المعلمون الموجهون.
  • المعايير Norms هي مجموعة المواصفات والشروط التي ينبغي توافرها في ظاهرة معينة، وهذه المواصفات هي أسس داخلية للحكم على البرامج في ضوء الأداء الفعلي للمشاركين فيها، وعادة ما تتخذ الصيغة الكمية، وتتحدد في ضوء الخصائص الواقعية لهذا الأداء.
  • المستويات Standards وهي أسس داخلية للحكم على البرامج في ضوء ما يجب إحرازه وليس في ضوء ما تم إحرازه بالفعل كما هو الحال في المعايير، وتتحدد هذه المستويات في ضوء: – أهداف البرنامج Objectives  ومحتوى البرنامج Content
  • المحكات Criteria هي أسس خارجية للحكم على البرنامج. مثلاً لكي نحكم على نجاح برنامج تدريبي أو تعليمي في تحقيق أهدافه يمكن مقارنة الدارسين فيه بمستويات الكفاية الإنتاجية كما تتحدد في الميدان الفعلي للعمل أو المهنة.
  • التشخيص تتضح في تحديد نواحي القوة ونواحي الضعف في أداء الطلاب.
  • العلاج تتضح في اقتراح الحلول المناسبة للتغلب على نواحي الضعف والاستفادة من نواحي القوة. الوقاية تتمثل في العمل على تدارك الأخطاء وتعديلها.

ويرتبط مفهوم القياس Measurement بالتقويم، غير أن المفهومين (التقويم والقياس) مستقلان عن بعضهما البعض، فالقياس يشير إلى القيمة الرقمية (الكمية) التي يحصل عليها الطالب في الامتحان (الاختبار).

وعليه يصبح القياس عملية تعني بالوصف الكمي للسلوك أو الأداء. والتقويم هو العملية التي تستخدم نتائج القياس، ولهذا يعتبر التقويم أشمل من عملية القياس. أما التقييم Assessment فهو عملية جمع البيانات وتركيبها وتفسيرها للمساعدة على أخذ قرار بشأن الطلاب.


المراجع:

([1]) صلاح علام (2002) : القياس والتقويم التربوي والنفسي، (القاهرة دار الفكر العربي).

([2]) جابر عبد الحميد (2002): اتجاهات وتجارب معاصرة في تقويم أداء التلميذ والمدرس القاهرة، دار الفكر العربي).

([3]) فؤاد سلميان قلادة (1982): الأهداف التربوية والتقويم (طنطا، دار المعارف، ط1).

السابق
مفهوم التحول الذكي للجامعات
التالي
أهمية التقويم التربوي

اترك تعليقاً