علم النفس اللغوي

الأساس البيولوجي للغة في علم النفس

الأساس البيولوجي للغة في علم النفس

في الحديث عن الأساس البيولوجي للغة ثبت أن منطقة بروكا التي تتحكم في إنتاج اللغة الشفوية الموجودة على مستوى الفص الجبهي من الدماغ الأيسر لا تبلغ مرحلة التمييز العضوي إلا بعد 17 شهرا من الولادة

حيث يولد الانسان وهو مزود بيولوجياً بملكة اللغة التي هي هبة موروثة، وتنمو عنده من خلال تقادم تجربته أو خبرته اللغوية  التي تعبّر عن استعداده لاكتساب اللغة أي الذى يصفه تشومسكي بأنه مكون جيني في العقل البشري الذي ينتج لغة ما بالتفاعل مع الخبرة المتوفرة

وهو الوسيلة التي تحول الخبرة اللغوية إلى نظام معلومات محصله لهذه أو تلك اللغة من اللغات البشرية بينما يكتمل بينما يكتمل نمو المراكز الدماغية الأخرى كمنطقة فارنيكي السمعية بعد 11 شهرا

فالتجارب تثبت أن تدريب الأطفال هو عنصر ضروري في عملية اكتساب التكلّم، والفروق في المعجم اللغوي المكتسب يعود إلى الفروق الفردية سواء كانت فسيولوجية أو بيئية .

المراحل الأساسية لتطور نشأة الكلام الشفوي:

إن اكتساب الانسان اللغة دليل واضح على بنيته العقلية التي أخذت في التطور من التمركز حول الذات إلى الموضوعية ومن الإدراك السطحي إلى إدراك العلاقة القائمة بين تعاون الطفل والراشد وبين اللغة بطبيعة الحال

وهي صلة بين الطفل والراشد وهي الأداة المثلى التي يتم بواسطتها هذا الاحتكاك إلا أنها لا تكتسب بصورة تلقائية فلابد من التدريب على النطق ولابد كذلك من مرور وقت ليس بالقصير من خلال مراحل متباينة وضرورية .

مرحلة ما قبل اللغة من الأساس البيولوجي للغة

وهي مرحلة تمهيد واستعداد يتم فيها الصياح أو الصراخ وتمتد من الولادة حتى الأسبوع الثامن وتتمثل هذه المرحلة في ثلاثة أطوار، طور الصراخ،أو المناغاة وطور التقليد والمحاكاة، ففى طور الصراخ: عند الصرخة الأولى التي يطلقها الطفل عند الولادة هي أول بادرة من بوادر قدرته على التصويت وعلى الرغم من التحكم في إنتاج اللغة الشفوية الموجودة

أما طور المحاكاة أو طور التقليد: يرى فالون أن الطفل بعد الشهر الثالث يقوم بمحاكاة من حوله في إيماءاتهم وتعبيرات وجوههم وأن الحركات المعبرة عنده هي جسر موصل إلى لغة الكلام وتبدأ المحاكاة بعد الشهر التاسع كما يرى أغلب الباحثين، وتستمر حتى السن المدرسية

 وهناك فروق فردية بين الأطفال في القدرة على المحاكاة ونطق الكلمة الأولى، وهذه تخضع لعوامل متعددة كالذكاء والسن والنوع وفرص الكلام المتاحة للطفل ووجود أطفال آخرين معه في الأسرة وثراء البيئة الاجتماعية والثقافية، وبعد مرحلة المناغاة يحاول الطفل تقليد الصيحات التي يسمعها والحقيقة أن الطفل يخترع كلمات من صنعه من جراء مرور الهواء الخارج من الرئتين بالأحبال الصوتية يتوصل من خلالها إلى عملية التخاطب.

 وينبغي أن لا نتوهم أن الانتقال من المناغاة إلى التقليد يتم بطريقة عشوائية وذلك بأن الأطوار اللغوية هي في الواقع متداخلة فيما بينها ولا يجب تحديد أي منها لفترة زمنية معينة إلا أن ما يجب التأكيد عليه هو أن الطفل لا يكاد يبلغ السنة حتى تظهر على سلوكه اللفظي بوادر التقليد فيصبح قادرا على إعادة لفظة التقطها من الكبار عن طريق سمعه.

وفي حدود السنة الثانية يردد الكلمات التي التقطها وكأنه يريدها راسخة في ذهنه وعلى هذا الأساس يمكننا القول بأن تعلم الأصوات اللغوية يبدأ حينما تتكون لدى الطفل المنعكسات الدائرية لأنه في هذه المرحلة يستطيع تعلم أسماء الأشياء ثم ينتقل إلى المرحلة الثانية وهي التلفظ باسم الشيء مقترنا بالشيء ذاته، ثم نعلم الطفل تقليد الاسم المتلفظ به وأخيرا يدفع الطفل إلى النطق.

أما مرحلة الكلام الحقيقي وفهم اللغة: وهي المرحلة التي يبدأ فيها الطفل بفهم مدلولات الألفاظ ومعانيها ويظهر ذلك في الأشهر الأولى من السنة الثانية فتتضح المعاني أكثر مع ظهور عناصر الاتصال الأولى التي تنشئ الجملة.
وتتكون هذه المرحلة من ثلاثة مراحل متباينة ومتزامنة مع سن الطفل:  

  • مرحلة التعبير أحادي : من السن 18 شهرا إلى 24 شهرا يتلفظ الطفل في هذه المرحلة بكلمة معزولة وعادة ما يكون الأولياء وراء هذا التلقين مثلا لتعبير عن رغبته في اللعبة أو الدمية بقوله (توتو) أو أريد النوم بقوله (دودو).
  • المرحلة النحوية: من السنة الثانية إلى السنة الخامسة في هذه المرحلة يكون الطفل قد تعلم نحو اللغة أصبح يُكون جملا تقريبا كاملة من خلال تحليله للجمل التي يسمعها وليسبالتقليد وإنما بإتباع القواعد وتكرارها.
  • المرحلة المتقدمة: من السنة الخامسة فأكثر في هذه المرحلة يكتسب الطفل علاقات ودلالات الكلام الدقيق مثلا الصيغة المجهولة وبالتالي يصبح الطفل يطبق القواعد النحوية على كلامه دون إدراكه لها كقواعد، وبهذا أصبح الطفل يدرك أنه ليس بالضرورة كل من يستمع إليه يفهم ما يقصده ويلاحظ في هذه المرحلة ظهور بعض عيوب النطق والتي تعتبر مؤقتة وطبيعية بعد عمر 4 سنوات، فإذا ما توافرت الشروط البيئية والتربوية المناسبة تختفي هذه العيوب في الكلام الطفولي مثل الجمل الناقصة والإبدال واللثغة وغيرها.

ومن هنا تبرز أهمية مراقبة النطق عند الطفل منذ المراحل الأولى من الطفولة لتفادي عيوب الكلام منذ البداية وإن لم يتخلص الطفل منها بين الرابعة والسادسة من عمره، ومن ثم أصبح شاذاً بالنسبة لمعايير النطق الصحيحة ووجب عرضه على اختصاصي نفسي.

الخلاصة:

نستطيع ملاحظة مظاهر اللغة التي اكتسبها الطفل في حدود السنة السادسة والطفل المؤهل طبيعيا بملكة تمكنه من اكتساب اللغة في عامه الأول يتمكن من التعرف على الصوت اللغوي كما يستطيع فهم العديد من الكلمات التي يستطيع أنتجها الطفل خلال عامه الأول تتراوح بين 5 إلى 10 كلمات

واكتساب التراكيب النحوية والتى من الممكن ملاحظتها في الشهر الثامن عشر حيث يتمكن الطفل في حدود السنة الثالثة من إنتاج الجمل النحوية المفهومة ديناميكية المظاهر مع الجماعة في الشارع والمدرسة أو النادي.

السابق
نظريات علم اللغة وأنواعها
التالي
ما هو علم اللغة وماهية التفكير اللغوي