علم النفس

القلق اللغوي مفهومه وسماته

القلق اللغوي مفهومه وسماته

إن ظاهرة القلق اللغوي مازالت تؤخذ بعين الاعتبار في التعلم واكتساب اللغة الثانية منذ العقود الماضية وحتى وقتنا الحاضر، وبخاصة من قبل أولئك الذين سلطوا الضوء على أهمية المتغيرات المؤثرة في عملية التعلم.

كما تُعد (Horwitz, 1986) أول من ركزت من قبل الباحثين على ذلك المصطلح، ووضعت له تعريفاً محدداً، وعرفته بأنه نوع معقد من التصورات، والمعتقدات، والمشاعر، والسلوكيات المرتبطة بتعلم اللغة في فصول تعلم اللغات الأجنبية، وهذا النوع من القلق مرتبط بسياقات تعلم اللغة الأجنبية الثانية غير اللغة الأم، ويتكون من الخوف من التواصل، وقلق الامتحان، والخوف من التقييم السلبي.

كما قامت بإعداد أداة تركز بشكل خاص على ظاهرة القلق في تعلم اللغة الأجنبية داخل الفصول الدراسية، بناءً على تجربتها مع الطلاب الذين عانوا من مشكلات في تعلم اللغة الأجنبية، وأكدت أن ظاهرة القلق عاملاً من العوامل المؤثرة في عملية تعلم هؤلاء الطلاب للغة الأجنبية [1].

مفهوم  القلق بشكل عام:

يعرفه(فاروق عثمان،2001، 34) بأنه استعداد الفرد لأن يعاني من حالات القلق الوجداني نتيجة خطر خارجي معروف [2].

كما يعرف بانه خبرة انفعالية غير سارة يعاني منها الفرد عندما يشعر بخوف أو تهديد من شيء دون أن يستطيع تحديده تحديداً واضحاً، وغالباً ما تصاحب هذه الحالة بعض التغيرات الفسيولوجية  كازدياد عدد ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم والغثيان (محمد غانم , 2007, 6) [3]

كما عرفه من (حسين حسين، 2013، 30) بأنه شعور شخصي بأعراض من التوتر والتخوف والعصبية والقلق المرتبطة بإثارة من الجهاز العصبي اللاإرادي [4].

كما يعرفه (إبراهيم الجبرة،2017، 24) بأنه حالة نفسية تحدث نتيجة الشعور بوجود خطر يهدد الفرد ويصاحب ذلك الشعور اضطرابات فسيولوجية مختلفة [5].

ومن هنا فإن كل تعريف من التعريفات السابقة يمكن أن يشتمل على أكثر من خاصية للقلق، كأن يكون مصحوباً بتغيرات نفسية وفسيولوجية كالتوتر، والخوف والعصبية.

أو قد يكون القلق مرتبطاً بشيء معين أو قد لا يرتبط ،  وفى نفس الوقت نستطيع أن نقول إنه من الصعب أن نجد تعريفاً شاملاً للقلق، ويمكن إرجاع ذلك إلى ما يأتي [6]:

  • اختلاف وجهات النظر حول تناول مفهوم القلق، وذلك لاختلاف مدارس علم النفس، وانتماء كل مدرسة لفكر معين خاص بها، ينبع من تجاربها ومبادئها التي تستند إليها.
  • يحتوى القلق في حد ذاته على توليفة من مشاعر الخوف، الرهبة، التوتر، الفزع، الغضب، مما يجعله يؤثر في جميع أجهزة الجسم بلا استثناء، كما أنه يتضمن عدة مكونات فسيولوجية، وسلوكية، وعقلية.
  • يظهر القلق في مواقف خاصة بالفرد وتتفاوت شدته ذلك القلق وفقاً لعوامل كثيرة منها: السمات الشخصية للفرد، وخبرات الفرد السابقة، والمثير الذي يبعث القلق، ومدى إدراك الفرد له.

مفهوم القلق اللغوي.

على الرغم من البحوث المتعددة منذ السبعينيات في مجال القلق اللغوي فقد عانى هذا البناء – من نقص التعريفات الإجرائية وظلت وجهات النظر التي ترى أن القلق يلعب أكبر الأدوار بطريقة مباشرة و غير مباشرة من حيث التأثير في تعلم اللغات الأجنبية.

حيث تعرفه (انتصار إبراهيم،2004، 60) بأنه حالة انفعالية تعبر عن التوتر، والخوف، والخشية، يشعر بها المتعلم نتيجة الخوف من الاتصال اللغوي، وخشية النقد الاجتماعي والتقييم السلبي، وقلق امتحان اللغة الإنجليزية [7].

بينما يعرفه (Chang, 2011, 19) على أنه شعور المتعلم بالتوتر والارتباك وعدم الثقة في المواقف التي يحدث فيها اختبار أو تواصل أو تقييم لمستواه التحصيلي في مادة اللغة الأجنبية [8].

ويعرفه(شريف ابو زيد، 2015، 7) بأنه الشعور بالتوتر والارتباك، والانزعاج، وعدم الاستقرار النفسي، نتيجة للمواقف التي يتعرض لها عند تعلمه للغة الثانية [9]

كما تعرفه (أماني والي، 2017، 12) بأنه مجموعة من الخبرات الانفعالية قوامها التوتر من تعلم اللغة، وما يصاحب ذلك من أعراض معرفية، مثل صعوبة التركيز، والتذكر، والفهم [10].

ويعرفه (مصطفى مهدي، 2018، 3) بأنه مستوى درجة الخوف أو التوتر لدى الشخص المرتبط إما بالتواصل الحقيقي أو المتوقع مع الآخرين ، والخوف من التقييم السلبي للجوانب الأكاديمية وتجنب مواقف التقويم [11].

ومن خلال هذه التعريفات يمكن القول بأن القلق اللغوي يتسم بما يأتي:

أنه حالة انفعالية تنطوي على جملة من مشاعر الخوف والخشية والتوتر والضيق، وقد تتصاعد هذه المشاعر لتصل إلى الذعر والهروب في بعض الأحيان، وذلك نتيجة خوف المتعلم من قصوره أو فشله في تعلم مهارات تعلم اللغة (الاستماع، التحدث، القراءة، الكتابة) وهذه الحالة تؤدي إلى [12]:

  • ضعف ثقة الطالب في نفسه مما يؤدي إلى صعوبة التركيز، والتذكر، والفهم.
  • يضعف قدرة الطالب على تعلم المادة.
  • يؤدي إلى عدم الاستقرار النفسي.
  • الخشية من النقد الاجتماعي والتقييم السلبى .
  •  القلق من امتحان اللغة.

كما أن هذه الحالة الانفعالية تتفاوت في مستوياتها (مرتفع – متوسط – منخفض)، وفقا لعوامل كثيرة أهمها:

  • سمات شخصية متعلم اللغة.
  • الخبرات السابقة في تعلم اللغة.
  • القدرات العقلية المعرفية لمتعلم اللغة.
  • المستوى الاجتماعي ، والاقتصادي والثقافي للأسرة .
  • معلم اللغة وطرائق التدريس المستخدمة.
  • مناخ وبيئة التعلم التي يتم فيها تعلم اللغة.

المراجع

  1. Horwitz, E.., & Cope, J. (1986). Foreign language classroom anxiety. The Modern language journal, 70(2), 125-132
  2. فاروق السيد عثمان ( 2001)القلق وادارة الضغوط .دار الفكر العربي ,ط 1 القاهرة, مصر.
  3. محمد حسن غانم ) 2007) كيف تتعامل مع القلق . الاسكندرية : المكتبة المصرية
  4. حسين صالح حسين(2013). علم النفس المرضي والعلاج النفسي، مركز ديبونو لتعليم التفكير، ط1، عمان
  5. إبراهيم أحمد الجبرة (2017). القلق وعلاقته بنوعية الحياة لدى مرضى السكر. رسالة دكتوراه. جامعة النيلين، الخرطوم
  6. أبو ضيف مختار محمود عبد القادر (2015). فاعلية برنامج لعلاج صعوبات فهم المقروء وخفض قلق القراءة لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية بطيئي التعلم باستخدام العيادات القرائية المدعومة ببعض استراتيجيات ما وراء المعرفة، رسالة دكتوراه، كلية التربية، جامعة اسيوط
  7. انتصار شعبان ابراهيم (2004). قلق تعلم اللغة الإنجليزية وأثره على التحصيل الدراسي لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية. رسالة دكتوراه، كلية التربية، جامعة الإسكندرية
  8. Chang, H. Y. (2011). The Effect of Situational and Contextual Variables on Taiwanese University Students’ Self-Perceived Language Learning Anxiety Levels in the EFL Classroom(Doctoral dissertation, Alliant International University, Shirley M. Hufstedler School of Education, San Diego
  9. شريف مختار أبو زيد (2015). برنامج قائم على البرمجة اللغوية العصبية في خفض القلق اللغوي وأثره على الذكاء الشخصي لدى طلاب المرحلة الثانوية. رسالة دكتوراه، كلية التربية، جامعة بني سويف
  10. أماني السيد والي( 2017). فاعليه استخدام ادب الفكاهة في تدريس النحو لتنميه التواصل وخفض القلق اللغوي لدي تلاميذ المرحلة الإعدادية. رسالة ماجستير، كليه التربية، جامعه الزقازيق
  11. مصطفى أحمد مهدي(2018). المتغيرات الوجدانية المسهمة في الأداء الشفهي لدى عينة من طلاب اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية: دراسة تنبؤية. رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة الأزهر
  12. هند نادر عبد الحميد(2016). أثر استخدام أنشطة الدراما في تنمية بعض مهارات التحدث وخفض قلق الكلام لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية. رسالة دكتوراه، كلية التربية، جامعة المنوفية
السابق
تأهيل المعاقين مفهومه وأهدافه ومبرراته
التالي
علم الاجتماع مفهومه ودلالاته

تعليق واحد

أضف تعليقا

  1. التنبيهات : كيفية تعديل سلوك الطفل الانطوائي | معلومة تربوية

اترك تعليقاً