المناهج وطرق التدريس

مفهوم التعلم الذاتي وأهميته

مفهوم التعلم الذاتي وأهميته

تحدد استراتيجيات التعليم والتعلم الأهداف الاستراتيجية في مجال التعلم الذاتي التي يجب أن يسعى البرنامج إلى تحقيقها والاطراف المشاركة وكذلك الوسائل اللازمة لتحقيق تلك الاستراتيجية.

وفي خضم التقدم في الاكتشافات والمبادئ والنظريات والمعارف في فتراتٍ زمنية متقاربة، يتزايد الاهتمام من قبل المؤسسات التعليمية في توفير سبل التعليم الذاتي، كخطوة مهمة على طريق التربية الدائمة على مدار العمر.

يُعتبر التعلم الذاتي من أحدث المكتشفات السيكولوجية والتطبيقات العملية، فمن خلال توفير المناخ اللازم والخبرات يكتسب المُتعلّم ما يتطلّع إليه من معارف واتجاهات ومهارات، إضافة لتلبية احتياجاته العمليّة والمهنية.

ومن أهداف التعلم الذاتي تنمية الكفاءات الأدائية الأكاديمية والعملية، ولتحقيق تلك الأهداف يؤدي المعلّم دوراً توجيهياً وتنظيمياً لإنجاح هذه العملية، بحيث ينتقل دور المُعلّم من المصدر الأساسي والوحيد لتقنيات التعلم إلى دور المرشد والمنظّم الذي يعرض خدماته وفقاً لمتطلبات الموقف.

ويُعتبر هذا النوع من التعليم من أهم أساليب التعلم التي تسمح بتوظيف المهارات التعليمية بفاعليّةٍ عالية، الأمر الذي يُسهم بتطوير الإنسان معرفياً وسلوكيّاً ووجدانياً، إضافةً لتزويده بسلاح يمكنه من استيعاب المعطيات العصرية في المستقبل.

فطالب العلم هو الذي يُقرّر متى وأين يبدأ وينتهي، وأي البدائل أو الوسائل التي يختارها ، فهو المسؤول عن تعليم ذاته وعن القرارات والنتائج التي يتخذها.

التعلم الذاتي

هو دعوة للتحرر من جمود الأساليب التقليدية فى التعليم والتعلم، فالمتعلم يكون حرا في الاختيار من بين أشكال مختلفة من التعلم وفقا لقدراته واستعداداته، وبذلك ننتقل من التلقين والتمركز حول المعرفة إلى الابداع والابتكار والتمركز حول المتعلم.

مفهوم التعلم الذاتي:

التعلم الذاتي هو عملية يتم إجراؤها بشكل مقصود في محاولة من قبل الفرد المتعلم اكتساب قدر من المعارف والمهارات والمفاهيم والاتجاهات والقيم بشكلٍ ذاتي، وذلك من خلال المهارات والممارسات المحدّدة بين يديه.

ويُعرف هذا النوع من التعلم أيضاً على أنّه النشاط التعلمي الذي يقوم به الفرد مدفوعاً برغبة ذاتية، يهدف عن طريقها إلى تنمية إمكاناته واستعداداته وقدراته استجابة لاهتماماته وميوله لتحقيق تنميته الشخصية متكاملة.

هناك تعاريف أخرى لهذا المفهوم، تتفق جميعها على أن المتعلم هو محور العملية التعليمية، إضافةً إلى سعيه لتعليم نفسه بنفسه، من خلال اختيار طريقة الدراسة والتقدّم فيها وفقاً لسرعته وقدراته الذاتية.

والتعلم الذاتي بأنه استراتيجية تتمركز حول المتعلم، تتيح لكل متعلم أن يتعلم بدافع من ذاته وانطلاقا من قدراته وميوله واستعداداته وفى الوقت الذى يناسبه، ومن ثم يصبح المتعلم مسئولا عن تعلمه وعن مستوى تمكنه من المعارف والاتجاهات والمهارات المقصود تنميتها واكتسابها وكذلك مسئولا عن تقييم إنجازه ذاتيا.

أهمية التعلم الذاتي:

كان التعلم الذاتي وما زال محط اهتمام الكثير من علماء التربية وعلم النفس، على اعتبار أنه الوسيلة الأفضل للتعلّم، وذلك لتحقيقه تعليماً يتناسب مع قدرات المتعلم وسرعته الذاتية في استيعاب تلك العلوم وتلقيها.

ويرتكز في هذا الأمر على دوافعه الذاتيّة في تحصيل العلوم الدور النشط والإيجابي الذي يحصل عليه المتعلم خلال فترة تحصيله تمكين هذا النوع من التعليم المتعلم في عملية إتقان العديد من المهارات الأساسيّة اللازمة لمواصلة تحصيله العلمي بنفسه.

والذي سيستمر معه مدى الحياة الإعداد الإيجابي للأجيال القادمة عن طريق أبناء طالب العلم من خلال تعويدهم على تحمّل المسؤولية من خلال الاعتماد على ذواتهم في التعلم. خلق بيئة خصبة للإبداع من خلال تدريب التلاميذ على حل مشاكلهم التعليمية بأنفسهم [1].


[1] Gadamer, H. G. (2001). Education is self-education. Journal of philosophy of education, 35(4), 529-538.‏

السابق
مؤشرات صعوبات التعلم في المراحل المختلفة
التالي
أهداف التعلم الذاتي ومتطلباته

اترك تعليقاً