المناهج وطرق التدريس

الكفايات التدريسية للمعلم مفهومها ومصادرها

الكفايات التدريسية للمعلم مفهومها ومصادر اشتقاقها

تعتبر الكفايات التدريسية هي المقياس النجاح المعلم ومدى قدرته على أداء واجبه، فهو المسئول عن تحقيق الأهداف التربوية والتي يصبح بها المعلم قادرا على الانجاز إذا توافرت لديه هذه الكفايات.

فالمعلم عليه أن يكون متميزا عن غيره لأنه ينقل المعرفة والقيم والخبرات فالكفايات تعده إعدادا جيدا وبها يمكن اجادة المواد الأخرى والمستجدات في مجال تكنولوجيا التعليم، والعملية التعليمية تعتمد إلى حد كبير على المؤهلات الأكاديمية والكفاءة المهنية له بالرغم من استخدام التقنيات الحديثة في مجال التعلم، وهذا لا يقلل من دوره.

مفهوم الكفاية بشكل عام:

مع تطور المنهج وتطوير الأساليب التعليمية وأساليب التقويم وترجمتها إلى واقع من النشاط التربوي والذي يعتمد على المعلم وكفاياته، فقد تناولت العديد من الدراسات الكفايات التدريسية بمسميات مختلفة منها الكفايات الأدائية ومنها مهارة التدريس وقد تعددت التعريفات التربوية لها منها ما يلي:

عرف كمال زيتون الكفايات التدريسية بأنها جميع الخبرات والمهارات التي تنعكس على سلوك المعلم المتدرب وتظهر في أنماط وتصرفات مهنية خلال الدور الذي يمارسه المعلم عند تفاعله مع جميع عناصر الموقف التعليمي. (زيتون، 2009م ، ص 52) [1].

مفهوم الكفايات التدريسية:

تعددت تعريفات الكفايات التدريسية ومنها:

  • جاء في تعريف أحمد عن الكفايات بأنها : عبارة عن عدة مواصفات أو خصائص أو مهارات أو معارف يفترض أن تنعكس على أداء المعلم أو المدرس في المواقف التعليمية من أجل تحقيق تدريس أفضل (أحمد، 2003 ، 246).
  • ويقول رجب وآخرون: الكفايات هي القدرة أو المهارة في الأداء داخل الفصل الدراسي بالشكل الذي يحقق المخرجات المطلوبة من العملية التعليمية والتربوية.
  • أما الأحمد فإنه يعرف الكفايات بأنها: مجموعة المهارات والمعارف والإجراءات والاتجاهات التي يحتاجها المعلم للقيام بعمله بأقل قدر من التكلفة والجهد والوقت، والتي لا يستطيع بدونها أن يؤدي واجبه بالشكل المطلوب ويعد توافرها شرطا في العمل. (الأحمد، 2004م ،242) [2].
  • وعرفت الفتلاوي الكفاية بأنها: قدرات يعبر عنها بعبارات سلوكية تشمل في مجملها جوانب (معرفية – مهارية – وجدانية)، تكون الأداء النهائي المتوقع من الفرد إنجازه، بمستوى معين ومرضي. (الفتلاوي، سهيلة، 2004م ، ص 21) [3].

مفهوم الكفاية في التربية:

هنالك عدة تعريفات الكفاية لدرجة يعصب معها تعريف موحد لها لكن رغم التعدد فإنه يؤدي إلى توضيح معناها، وأهم هذه التعريفات ما ذكرته (فاعور) بأنها: مجموعة من المهارات والإتجاهات التي يمكن إشتقاقها من أدوار المعلم (فاعور، 2012 ، ص 18) [4].

وفي ضوء ما سبق عرضه لبعض تعريفات الكفاية بصورتها العامة، وفي المجال التربوي بصورة خاصة يمكن القول أن هناك إختلافا واضحا في مفهوم الكفاية.

فمن الباحثين والمفكرين من ينظر إليها ويربطها بالمعارف والمهارات والإتجاهات التي يجب أن تتوافر في المعلم وخاصة في مجال التربية الخاصة، ويرى البعض الآخر أن الكفاية ترتبط بالمعارف والإتجاهات والقدرة على الأداء المتوقع من المعلم.

لكن تتفق أغلب الدراسات التي تناولت الكفايات على أن الكفاية الكلية تتكون من:

  • معارف ومهارات وحقائق ومفاهيم وقوانين و نظريات يستند إليها الأداء السلوكي.
  • سلوك أدائي يعبر عنه بمجموعة من الحركات والأعمال والأفعال.
  • إطار من الإتجاهات والقيم والمعتقدات والسلوك الوجداني لتحكيم الأداء.

العوامل التي ساعدت على ظهور الكفايات:

كثير من الأسباب أدت إلى ظهور هذه الكفايات وهي (مرعي، 2003) [5]:

  • التقدم الكبير في مجال العلوم التربوية والنفسية والبيلوجية .
  • الوعي المتزايد في الاهتمام بالتربية وظهور مرحلة رياض الأطفال.
  • تحقيق القناعة في قدرة المعلمين المؤدية بالطريقة التقليدية.
  • ظهور الاتجاه السلوكي في التعليم والعمل على تجديد أهداف سلوكية على المعلم تحقيقها.
  • البحث عن وسائل جديدة لرفع مستوى أداء المعلم.
  • الاتجاه نحو تحديد حاجات الأفراد والسعي إلى إشباعها.
  • مبدأ المسئولية: أي تحديد مسئولية المعلم بموجب ما يتطلبه الموقف التعليمي أو تحديد المواصفات المطلوبة من خلال سلوك المتعلم ومدى تحقيقها.
  • الأداء المحدد و ذلك لاختيار ما هو أفضل لمهنة التعليم وإعداده وتطوير أدائه قبل وأثناء الخدمة.
  • تطوير تكنولوجيا التربية وهذا يضع المعلم موضع التطبيق في مجال العمل مما أدى إلى تطوير حركة الإعداد القائم على الكفايات.
  • انتشار حركة التجريب التي ظهرت في علم النفس، حركة التربية القائمة على العمل الميداني وبموجبها يمكن للمتعلم من مشاهدة مواقف تعليمية مباشرة في المدارس.

مصادر اشتقاق الكفايات التدريسية:

ذکر الأزرق (2000) بعض مصادر اشتقاق الكفايات منها [6]:

التخمين:

وهو أن يفكر المربي في الكفايات اللازمة لعمل المعلم ثم يدونها .

الملاحظة:

وهي ما يلاحظه المعلم والمشرف أثناء تأديته واجبه ثم تحلل هذه المهام العقلية والانفعالية والأدائية، ثم توضع معايير لتوضيح الأنشطة ودرجة الاتقان المطلوبة لكل نشاط حتى تترجم إلى أهداف لينقذها المعلم تخطيطا أو تجريبة أو إدارة صف أو أسئلة مختلفة.

ثم تحلل الأنشطة لمعرفة المهارات الأساسية وتسجل الكفايات التي يمارسها والكفايات التي يحتاج إليها في ضوء الملاحظة الدقيقة للموقف وفي تأثيره على تغيير السلوك .

وذكر رشدي طعيمه من مصادر تحليل محتوى المقررات الدراسية، تحليل مهام المعلم، دراسة حاجات المتعلمين، دراسة المجتمع، ومعرفة متطلباته، التصور النظري لمهنة التدريس والتحليل المنطقي لها.

كذلك يمكن تحديدها من خلال مراجعة برامج قائمة على أساس الكفايات، استطلاع أراء الأفراد حول الكفايات التي يحتاجونها، استطلاع آراء الأفراد ذوي العلاقة من معلمين أو موجهين، مراجعة قوائم الكفايات التعليمية التي توصل إليها الباحثون.

كذلك من خلال ملاحظة أداء معلمين ذوي خبرة تتوافر فيهم الكفايات التعليمية اللازمة، التخمين والاستقراء، أستقراء المستقبل والتنبؤ بالكفايات التي يحتاجها الطالب المعلم ويكون قادرا على تجديد نفسه بحيث يستطيع مواجهة المستجدات في ميدان عمله.

المراجع

  1. زيتون ، كمال عبد الحميد ، (2005م)، التدريس (نماذجه ومهارته)، ط1، جامعة الإسكندرية، عالم الكتب للنشر والطباعة والتوزيع.
  2. الأحمد، خالد (2005م)، تكوين المعلمين في الإعداد إلى التدريب، دار الكتاب الجامعي للنشر والتوزيع، العين، الإمارات.
  3. الفتلاوي سهيلة محسن كاظم ، (2003م)، الكفايات للتدريس (المفهوم، التدريس، الأداء) سلسلة طرائق التدريس، الكتاب الأول ، ط1، الشروق للنشر والتوزيع، رام الله.
  4. فاعور، بسمة (2012). التعلم النشط، استراتيجيات التعلم النشط، الأردن: اليونسكو.
  5. مرعى، توفيق (2003) شرح الكفايات التعليمية، عمان الأردن، دار الفرقان للنشر والتوزيع.
  6. الأزرق، عبد الرحمن صالح (2000): علم النفس التربوي للمعلمين، ط1، دار الفكر العربي لبنان، مكتبة طرابلس العلمية العالمية ليبيا.
السابق
مرحلة رياض الأطفال مفهومها وسماتها
التالي
الفروق الفردية مفهومها ومستوياتها

اترك تعليقاً