التنمية المهنية المستدامة للمعلم

تحظى التنمية المهنية المستدامة للمعلم بأهمية بالغة فى جميع البلدان المتقدمة والنامية ، وذلك بهدف مسايرة التقدم التكنولوجي والانفجار المعرفي ، الذى يفرض جهدا مضاعفا ومستوى عاليا من الأداء العلمي والعملي خاصة فى مجال التعليم.

على اعتبار ان المعلم هو نقطة الارتكاز فى كل اصلاح ، وهو الأساس فى كل نهضة ، بالإضافة الى انه يمثل العنصر الفعال فى العملية التعليمية ، لذلك لابد من احاطة المعلم بما يستجد في مادة تخصصه حتى يكون ملما بكل ماهو جديد يساعده على جعل مادة تخصصه مسايرة للتطورات. ^[1]

مفهوم التنمية المهنية المستدامة للمعلم

ان مفهوم التنمية المهنية المستدامة للمعلم احد المفاهيم التربوية التي تطرح في الوقت الراهن ، وذلك أنها تعد من اساسيات تحسين التعليم ، ولها أهمية في تطوير اداء المعلم ، كما انها الوسيلة الأساسية التى تمكن المعلم من التعامل مع المستجدات في مجال مهنته ومجتمعه

وقد تعددت مفاهيم التنمية المهنية بتعدد وجهات النظر حولها . وفيما يلى عرض لاهم هذه التعريفات:

ان التنمية المهنية المستدامة للمعلم بانها ” عملية معينة بالتطور الشامل لأداء المعلمين سواء في أبعاد المهارات او الافكار او القيم الاخلاقية المرتبطة بطبيعة المهنة كالجدية والاتقان والتعاون والايمان بأهمية المهنة ^[2]

كما يرى مدبولي الى ان التنمية المهنية عبارة عن عملية تنموية بنائية تشاركيه تستهدف المعلمين وسائر العاملين فى الحقل التربوي لتغيير وتطوير ادائهم ، وممارستهم ، ومهاراتهم وكفايتهم المعرفية ، والتربوية والتقنية والادارية والاخلاقية ^[3]

أهمية التنمية المهنية المستدامة للمعلم:

للتنمية المهنية للمعلم أهمية كبرى نذكر منها: ^[4]

• تحسين وتطوير الاداء المهنى للمعلم، وتحسين مستوى ادائه، واكسابه مهارات وقدرات التعامل مع التكنولوجيا الحديثة ومهارات التخطيط .
• اطلاع المعلمين على احدث النظريات التربوية والنفسية وتطبيقاتها التربوية في اطار الميدان التربوي
• زيادة الخبرات والممارسات لدى المعلم بما يمكنه من اتخاذ القرارات السليمة بطريقة سليمة
• تنمية قدرة المعلم على التفكير العلمي السليم والوصول الى الحقائق العلمية .
• زيادة الحصيلة الفكرية والعملية فى ميدان التخصص بما يمكن احدث الأفكار والأساليب والطرائق التي لها علاقة بمستوى ومضمون المهنة.

متطلبات التنمية المهنية المستدامة:

تعد متطلبات التنمية المهنية للمعلم بمثابة العوامل المساعدة التي تعمل على الوصول الى النتائج المطلوبة بسرعة وفاعلية، وفيما يلى توضيح لبعض هذه المتطلبات ^[5]

1- توفير الوقت اللازم للتنمية المهنية للمعلمين:

يعد الوقت اول متطلبات التنمية المهنية للمعلم ، اذا اصبحت تنمية المعلم جزءا أساسيا من عمله وعمل المدرسة كلها ، لذا تسعى المجتمعات الى توفير مساحة زمنية في جدول العمل اليومى للمدرسة لتعلم المعلم.

2- تحقيق نظام متميز للحوافز:

تعتبر الحوافز من المتطلبات الهامة لتنمية المعلم مهنيا ، فهى تولد دافعية عالية ليقوم بجهود مخلصة تعمل على تطوير ممارساته للحصول على تلك الحوافز ، ان المعلم مهما كانت شخصية يتطلع دائما الى الحوافز، وذلك لاحساسه بان هذا العمل يقوم بهى ذو قيمة ويستحق المكافاة علية.

3- نشر ثقافة التنمية المهنية دخل المدرسة:

ان مفهوم التنمية المهنية يقتضى توافر نوعية مختلفة من التفكير لدى المعلمين ، تختلف عن نوعية الافكار والسلوكيات التقليدية ، ولعل من أهمها: الاستعداد للتخلي عن اساليب تدريسية غير ملائمة واتباع اساليب جديدة. تبادل الخبرات الناجحة مع الاخرين وعدم اثبات الذات .

4- تمكين المعلم:

ويتم هذا التمكين من خلال اكساب المعلومات التي تساعده على الاستقلال ، وتعلم المسئولية والتوجيه الذاتي نحو نحو تحسين العملية التعليمية بالمدرسة.