التربية الخاصة

تعريف الاضطرابات النمائية وأنواعها

تعريف الاضطرابات النمائية وأنواعها

يمكن تسمية الاضطرابات النمائية باضطرابات الطفولة أو اضطرابات النمو أو اضطرابات التعلم أو الاضطرابات النمائية العصبية أو اضطرابات النمو الشاملة.

وغالباً ما تظهر وتشخص عندما يكون الطفل في سن المدرسة. وعلى الرغم من أن البالغين قد يظهرون أعراض هذه الاضطرابات؛ إلا أنه في العادة ما تكون أعراض هذه الاضطرابات قد ظهرت في وقتٍ ما من طفولة الشخص.

وتؤثر اضطرابات النمو الشاملة على حياة الطفل تأثيرًا بالغًا، حيث يواجه صعوبات شديدة ومستمرة في العديد من مجالات النمو (التفاعلات الاجتماعية، واللغة والتواصل، والسلوك المتكرر والنمطي). وبشكلٍ عام، تظهر المشاكل في السنوات القليلة الأولى من الحياة.

وكثيرًا – إن لم يكن دائمًا- ما ترتبط اضطرابات النمو المنتشرة  بدرجةٍ معينةٍ من التخلف العقلي. ويندرج تحت فئة اضطرابات النمو المنتشرة اضطراب التوحد، واضطراب ريت، واضطراب الطفولة التفككي، ومتلازمة أسبرجر، واضطراب النمو المنتشر غير المحدد بطريقة أخرى.

تطور مفهوم الاضطرابات النمائية:

     ظهر مفهوم الإعاقات النمائية كنتيجة لمروره بمراحل كثيرةٍ ومسمياتٍ عديدةٍ كان لها تأثيرٌ كبيرٌ في رسم ملامح الصورة الحالية للمفهوم. ففي المجتمعات القديمة كانت تتعرض تلك الفئة للمهانة والازدراء والاضطهاد الذي يصل إلى حد الهلاك،

حيث كانت تقدر قيمة الفرد بما يعمل وبقدر صلاحيته لأداء هذا العمل، فكان وجودهم خسارةً للمجتمع لأنه يضعف من قوته، لذا كان أفلاطون يرى أن نفي هؤلاء الأشخاص خارج البلاد هو الحل الأصلح معهم، بل كان يرى أن السماح لهم بالتناسل يؤدي لإضعاف الدولة في جمهوريته الفاضلة.

     وفي أسبرطة وفي الدولة الرومانية كان القانون ينص على التخلص من هؤلاء الأفراد وطردهم خارج البلاد أو إلقائهم في النهر. وكانت مصر القديمة من أولى الدول التي اهتمت بالفئات الخاصة، حيث يؤرخ أول مصدر مكتوب عن التخلف العقلي لعام 1552م قبل الميلاد وهو بردية طيبة العلاجية في مصر القديمة.

     ثم تأثرت العصور الوسطى بظهور المسيحية وعدد من المصلحين الاجتماعيين، فزاد الاهتمام بتلك الفئة وخصصت أماكن لإقامتهم. وجاء الإسلام فدعا إلى الرفق بهم وعدم إرهاقهم والتمس لهم العذر فيما يفعلونه، وأنشئ في عهد عمر بن الخطاب ديوان يقدم المساعدات للمستحقين منهم.              

     وفي العصور الحديثة تزايد الاهتمام بهم، وكرس بعض الباحثين جهودهم لدراسة هذه الاضطرابات والكشف عن ماهيتها، بدءاً من كرابلين الذي وصف وصنف اضطراب الفصام، ومروراً بالعالم الألماني دي سانيكس الذي ناقش مختلف مظاهر فصام الطفولة.

والفرق بينها وبين الاضطرابات النفسية الشديدة في مرحلة الطفولة، ثم العالم الألماني هيللر الذي وصف متلازمة من الأعراض أطلق عليها “متلازمة هيللر”.

     في عام 1943م قدم ليو كانر ورقة بحث وصف فيها اضطراباً يتميز بعدة سمات تختلف عما كان معروفاً من متلازمات في ذلك الوقت، وأطلق عليها  “اضطراب التوحد”. ولم يتم الاعتراف به كفئةٍ تشخيصيةٍ إلا بعد أربعة وثلاثين عاماً عندما ظهر في الطبعة التاسعة من الدليل العالمي لتصنيف الأمراض (ICD-9) الذي تصدره منظمة الصحة العالمية (WHO).

وعام 1980م ظهر مصطلح “التوحـد” في الطبعة الثالثة من الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية والعقلية (DSM-III)، كما استخدم مصطلح  “الاضطرابات النمائية الشاملة” منذ ذلك الحين ليكون مظلةً لوصف مجموعة من الحالات تجمعها عوامل مشتركة.

وليس وصفاً تشخيصاً – وإن كان بينها اختلافات – وعادةً ما تظهر في حوالي السنة الثالثة من العمر، ويجمع بينها العوامل المشتركة التالية:

      – نقص في التفاعل والتواصل الاجتماعي

      – نقص القدرات الإبداعية

      – ضعف في التواصل اللغوي وغير اللغوي

      – وجود نسبة ضئيلة من النشاطات والاهتمامات التي عادةً ما تكون نشاطات  نمطية مكررة.                                     

ظهور الاضطرابات النمائية:

وبدأت الاضطرابات النمائية في الظهور في الطبعة الرابعة من الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية والعقلية (DSM-IV)، وأصبحت هذه الفئة تضم كلا من الاضطرابات النمائية التالية:

اضطراب التوحد.

متلازمة أسبرجر.

– اضطراب ريت.

– اضطراب الطفولة التحللي أو التفككي.

– اضطرابات الطفولة غير المحددة.

تعريف الاضطرابات النمائية:

     يشير مصطلح الاضطرابات النمائية إلى ظهور التأخر النمائي لدى الطفل خلال أول عامين من عمره في مجالين أو أكثر من مجالات النمو، ويستخدم في ذلك القياس النفسي والمحك الاكلينيكي، ويعتبر حصول الطفل على درجات تتراوح ما بين انحراف معياري واحد إلى انحرافين معياريين دون المتوسط دليلاً على وجود تأخر نمائي لدى الطفل.

     وتتسم الاضطرابات النمائية بوجود قصور في المجالات الوظيفية الأساسية (على سبيل المثال الحركية والتواصل والاجتماعية والأكاديمية) الناتجة عن النمو غير الطبيعي للجهاز العصبي.

ويمكن أن يظهر هذا القصور أثناء الرضاعة أو الطفولة في صورة تأخر في الوصول إلى مراحل النمو،

وكشذوذ نوعي أو نقص في الأداء الوظيفي في مجالٍ واحدٍ أو عدة مجالات. وتتجاوز أوجه القصور التي تحدد هذه الاضطرابات نطاق تخصصات معينة، مما يجعلها ذات أهمية محتملة للأطباء النفسيين وأطباء الأعصاب وعلماء النفس وكذلك الممارسين من التخصصات الصحية الأخرى.

مثل طب الأطفال التنموي السلوكي والمعالجين الفيزيائيين والمهنيين وأخصائيي أمراض النطق واللغة. وغالبًا ما تكون السمات السريرية لإعاقات النمو متغيرة من حيث الشدة وكذلك في مناطق الخلل الوظيفي المحددة.

     ويصاب الأطفال الذكور باضطراب التوحد أكثر بأربع مرات من الإناث. ومع ذلك، وفقًا للمعهد الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية،

تبلغ نسبة الإصابة باضطراب ريت (حوالي 1 من كل 10000 ولادة) وهي في الإناث أكثر من الذكور. وقد زادت معدلات التوحد بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية.

فوفقًا لمراكز ضبط ومتابعة الأمراض، يعاني 20 إلى 70 من كل 10000 طفل أمريكي من التوحد. كما تحدث متلازمة أسبرجر، التي يمكن وصفها بأنها شكل خفيف من التوحد، في حوالي 26 من كل 10000 طفل (وفقًا للأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين).

ومن أشهر اضطرابات النمو والطفولة:

طيف التوحد Autism Spectrum Disorders

• التعلق التفاعلي Attachment Disorder

اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD

• الاضطرابات السلوكية Conduct Disorder

• اضطراب التعبير الكتابي Disorder of Written Expression

• إضطرابات تقلبات المزاج التخريبية Disruptive Mood Dysregulation Disorder

• إضطرابات التغوط Encopresis

• الاضطرابات في التبول اللاإرادي Enuresis

• إضطرابات اللغة التعبيرية Expressive Language Disorder

• صعوبة تعلم الرياضيات Mathematics Disorder

• الإعاقة العقلية Intellectual Disability

• اضطرابات التحدي الاعتراضي Oppositional Defiant Disorder

• اضطرابات القراءة Reading Disorder

• اضطراب الاجترارRumination Disorder

• الصمت الاختياري Selective Mutism

• إضطرابات قلق الانفصال Separation Anxiety Disorder

• اضطرابات التواصل الاجتماعي العملي Social (Pragmatic) Communication Disorder

• اضطراب الحركة النمطية Stereotypic Movement Disorder

• التلعثم Stuttering

• متلازمة توريت Tourette’s Disorder

• اضطراب العرة العابرTransient Tic Disorder

السابق
تشعب مذاهب و مدارس علم النفس
التالي
تعريف الإيجابية Positivity وخصائصها

اترك تعليقاً