علم النفس

خصائص التعلم وسماته الأساسية

خصائص التعلم وسماته الأساسية

هناك مجموعة من خصائص التعلم المميزة لهذا المفهوم وقد تم تحديدها في علم النفس بمجموعة من الخصائص التي تتحدد التعلم كمفهوم أو كسمة إلى غير ذلك ومن هذه الخصائص ما يلي.

التعلم تكوين فرضي:

التعلم عمليه عقليه معقده تشتمل على العديد من العمليات العقليه مثل : الإنتباه و الإدراك و التفكير و التذكر ، و فهم الأفكار و العلاقات و هذه العمليات تحدث داخل الفرد ، و لذلك فإن التعلم يعتبر مفهوماً فرضياً نستدل على حدوثه من خلال الآثار و النتائج المترتبه عليه ، و التي تتمثل في تغير و تعديل السلوك .

فنحن لا نلاحظ التغيرات الداخليه التي يمر بها الطالب أثناء قيامه بتجربه معمليه أو حينما يقوم بإكتساب مهاره ، و من ثم فإن عملية التعلم في حاجه إلى وضع فروض أو تكوينات فرضيه يفترض الباحث وجودها ، و يبرهن على ذالك الوجود أو عدمه من خلال النتائج أو الآثار المترتبه على هذه العمليه ، و التي تقبل الملاحظه المباشره.

والتعلم في ذلك شأنه شأن كثير من المفاهيم النفسيه و الطبيعيه كالدوافع و الإستعدادات و الكهرباء و الحراره و الجاذبيه و المغناطيسيه .

التعلم عملية تغير في السلوك:

لا يكاد يخلو تعريف للتعلم من الإشاره إلى أنه التغيير أو التعديل في سلوك الكائن الحي ، فالخبره و الممارسه و التدريب تحدث تغيرات متعدده في سلوك الكائن الحي مثل سرعة أداء السلوك أو نقص الأخطاء .

ففي المراحل الأولى لتعلم مهاره معينه تكون استجابات الفرد مشتته غير منتظمه تفتقرإلى التناسق و الإنتظام ، و عن طريق التدريب الصحيح تتناقض الإستجابات غير الضروريه ، و تحذف الإستجابات غير المنتظمه حتى يقوم الفرد بالمهاره في يسر و سهوله .

التعلم عملية تغير في السلوك
التعلم عملية تغير في السلوك

و لكي نقيس التعلم فإننا نقارن سلوك الفرد في فتره زمنيه معينه بفتره زمنيه أخرى و تحت ظروف متشابهه ، فإذا كان السلوك متقدماً في المره الثانيه ، فإننا نستنتج حدوث التعلم .

مما سبق يتضح أنه يمكن قياس التعلم عن طريق ملاحظة التغيرات الحادثه في السلوك (الأداء) ، و على الرغم من ملاحظة ما تفعله الكائنات الحيه (سلوكها) يعد أكثر الوسائل العمليه المستخدمه حالياً كمقياس للتعلم ، إلا أنها غير مرضيه بدرجه كافيه لأسباب عديده منها .

  • يحدث قدر كبير من التعلم دون وجود استجابات قابله للملاحظه ، أي أن التعلم يكون كامناً ، و يصبح واضحاً بيناً عند استخدامه فقط ، مثال ذلك أنه أثناء القراءه نستقبل المعلومات التي قد تؤثر أو لا تؤثر على سلوكنا في وقت لاحق .
  • أداء المتعلم قد لا يعكس ما تعلمه بدقه ، حيث يعتمد الأداء على عوامل كثيره بجانب التعلم ، منها القلق و التعب و الدافعيه ، و هكذا لا يعد استخدام الاداء كمقياس للتعلم طريقه مثلى .

التعلم تغير تقدمي:

يتضمن مفهوم التعلم صفه التقدم أو التحسن أو الزياده في المعرفه و الخبره التي جاءت نتيجة التعلم ، فالاستجابات التي يؤديها الفرد في المراحل الأولى من تعلمه عادة ما تكون استطلاعيه عشوائيه و غير متميزه ، و لكن بالممارسه المستمره تقل الأخطاء و يزداد الربط و التنظيم و التنسيق .

و يشير التغير الموجب التقدمي إلى التمييز بين التغير الناتج عن التعلم و  التغير الناتج عن التعب أو نقصان دوافع التعلم أو انطفاء السلوك المرغوب فيه ، فهذه العوامل ترتبط بالتغير السالب في الأداء (انحدار الأداء).

و ينبغي أن نأخذ حذرنا ، فلا نفهم كلمه التحسن على أنها تشير إلى معنى أخلاقي ، فما نقصده هنا هو أن الفرد يتقدم فيما يقوم بتعلمه ، فاللص يتقدم و تتحسن مهاراته في السرقه ، و كذلك الطالب الغشاش تتعدد وسائل غشه و يبتكر فيما يتناوله من خبرات .

و قد أدى ذلك ببعض علماء النفس إلى ابتعاد تعريفاتهم للتعلم عن الحكم التقييمي ووضعوا التغير كنتيجه محايده (تقبل الإيجاب و السلب) فالتعلم لا يقتصر على اكتساب الاستجابات الطيبه أو الحميده و حدها فنحن أيضاً نتعلم بعض العادات السيئه (كالتدخين) ، و قد يتعلم التلميذ طريقه سيئه في القراءه أو الاستذكار .

و حيث إن وظيفة المدرسه و الأسره و المجتمع هي : توفير مجموعة الخبرات التربويه التي يتفاعل معها الفرد لكي ينمو و يكتسب مجموعه من القيم و العادات و المعايير و الاتجاهات و الميول ، و المعارف التي ترغبها الأسره و المدرسه و المجتمع ، فإنه من واجبنا تحديد اتجاه التغير بالتقدم أو الإيجابيه .

التعلم يتم تحت شرط الممارسه المعززه :

إن تعريف التعلم بأنه “تغير في السلوك بصفه عامه أو في الأداء بصفه خاصه” يثير السؤال التالي : هل كل تغير في السلوك أو الأداء يعتبر تعلماً ؟

للإجابه عن هذا السؤال فإنه يجب أن نميز بين السلوك الناتج عن الممارسه ، و التغير في السلوك الناتج عن النضج و التعب و الدوافع و المتغيرات الأخرى .

والتغير في الأداء الذي يحدث نتيجة النضج يعتمد في أساسه على العوامل العضويه الداخليه منذ لحظة تكوين الزيجوت ، فالمشي في أساسه تغير في السلوك يرجع إلى عوامل داخليه عضويه ، بينما اكتساب الفرد و تحصيله للمعارف و المعلومات يعتمد على عوامل خارجيه و داخليه و هذا يمكن أن نطلق عليه التعلم .

اقرأ أيضا: بحث كامل عن صعوبات التعلم بالمراجع

و بجانب التغير في الأداء الناتج عن النضج هناك نوع آخر من التغير في الأداء ناتج عن التعب ، و يقصد بالتعب النقص في الأداء الذي يرجع إلى تغيرات عضليه ناتجه عن تخاذل المجهود العصبي في ممارسة عمل متكرر روتيني ، كما يدل التعب أيضاً على تخاذل في طاقة الكائن الحي ، و عادة ما ينتج عن التعب تغير في الأداء و لكن هذا التغير يتجه تحو النقص في منحنى الأداء .

التغير الذي يحدثه التعلم يتصف بالإستمرار النسبي :

يشترك كمبل مع ميرسل في تعريفه التعلم بأنه “تغير ثابت و مستمر قليلاً أو كثيراً في السلوك” ، و هناك أسباب لاعتبار التعلم تغيراً شبه دائم ، فقد يكون التعلم في موقف اضطراري ينشأ عنه أن استمرار التغير لفتره قصيره من الزمن ، وكذلك فإن الممارسه المستمره و خاصة الحركيه منها ربما تؤدي إلى اختزال أو نقص الأداء نتيجة التعب ، و قد يتغير السلوك نتيجة لتناول لبعض العقاقير الطبيه أو المخدرات.

و قد يتغير أيضاً نتيجة التغير في الدوافع و في مستوياتها ، و كذلك فإن التكيف الحسي يختفي عندما تزول عوامل التنبيه و حيث إن التغيرات السابقه مؤقته و تختفي من تلقاء نفسها عندما تزول مسبباتها فإنها لذلك لا تعتبر تعلماً ، فالتعلم يجب أن يتفق مع مبدأ الأقتصاد ، و إلا فنحن في حاجه إلى التكرار المستمر لنفس العوامل التي أحدثت التغير حتى يبقى ، و هذا لا يتفق مع امكانات الإنسان التي نعلمها جميعاً في الإحتفاظ بالإستجابات و القيام بها مرات أخرى .

التعلم شامل لجوانب الشخصيه :

التعلم في المدرسه لا يتعلق باكتساب المعلومات و الحقائق فقط، ولكننا نتعلم أيضاً سمات الشخصيه و الاتجاهات ، و القيم ، و الميول ، و الدوافع و غيرها .

و هذا يعني أن التعلم يتضمن التغيرات التي تطرأ على الجوانب الثلاثه للشخصيه ، حيث يشمل التعلم التغير في الجانب العقلي المعرفي ،و التغير في الجانب الانفعالي الاجتماعي و التغير في الجانب النزوعي الحركي .

اقرأ أيضا: اضطرابات الشخصية وأنواعها

السابق
مفهوم التعلم وعلاقته بالمفاهيم الأخرى
التالي
المتفوقون دراسيا الكشف عنهم ورعايتهم

اترك تعليقاً