المناهج وطرق التدريس

المفاهيم البلاغية وأهمية اكتسابها

المفاهيم البلاغية وأهمية اكتسابها

يرتبط تدريس النصوص الأدبية بتدريس البلاغة ارتباطا وثيقا ؛ فلا فصل بينهما ، فـ فهم النص الأدبي يعتمد بشكل أساسي على المفاهيم البلاغية ومظاهر الجمال والأسلوب وغيرها؛ لذلك فإكساب الطلاب المفاهيم البلاغية مهم جدا وجزء لا يتجزأ من دراسة النص الأدبي وفهمه.

والسؤال الآن: ما المقصود بـ “المفاهيم البلاغية وما معنى اكتسابها، وما أهم مستويات الاكتساب؟

وتعريف المفاهيم يختلف باختلاف الحقل أو التخصص، ففي اللغة هو صورة ذهنية أو أداة اتصال عمودها الألفاظ الواضحة الدلالة على المعاني.

ويعرف المفهوم (Concept) بأنه: “عبارة عن زمرة من الأشياء او الرموز او الحوادث جمعت بعضها إلى بعض على أساس خصائص مشتركة يمكن أن يشار إليها باسم أو برمز معين ([1]).

والمفهوم أيضا: مصطلح يستخدم للدلالة على عدد من الأشياء أو الأحداث أو العمليات التي تشترك في مجموعة من الخصائص الأساسية.

إذن فالمفهوم عبارة عن تصنيف لحالة عامة يكون لها أمثلة متعددة على سبيل المثال كلمة « السجع » تمثل مفهوما عاماً يدل على تشابه فواصل الكلم على نفس الحديث تقريباً، بمعنى أن تكون الجمل متساوية في عدد كلماتها ومحتوية على نغمة إيقاع متشابهة .

تعريف المفاهيم البلاغية:

أما المفاهيم البلاغية فيقصد بها: “فكرة أو صورة عقلية- أو مجمو رعة الصفات التي يستنتجها المتعلم من خلال الخبرات المتتابعة، ويحتفظ بها لاستخدامها بفاعلية في كل ما يختص باختيار الكلام وحسن النظم ، ويقوم العقل بتلخيص هذه الصفات في لفظ أو عدة ألفاظ؛ لتسهل عملية المعرفة والفهم والتواصل مع الآخرين”.

ويحدد برونر خمسة عناصر أساسية في اكتساب المفهوم هي:

1 – اسم المفهوم:

وهو كلمة يتم تقديمها لترمز لفئة معينة، وغالبا ما يشير إلى المعنى المباشر للمفهوم).

2- الأمثلة:

وهي التي تشير إلى الأمثلة المنتمية للمفهوم، والأمثلة غير المنتمية للمفهوم، ويعد التمييز بين الأمثلة واللا أمثلة جزءا مهما جدا في تعرف المفهوم

3- الخصائص الأساسية:

وتشير إلى الصفات والمظاهر والخصائص التي تمكن الطالب من وضع الأمثلة ضمن فئة معينة أو مجموعة محددة.

٤ – القيمة المميزة :

وتشير إلى صفة المفهوم أو خاصيته التي يتم على أساسها التمييز بين مفهوم وآخر، وهذه العملية تسهل تدريس المفهوم واكتسابه.

5 – القاعدة:

وتمثل التعريف أو العبارة التي توضح الخصائص الأساسية للمفهوم وتعكس القاعدة الصحيحة ،له والاستخدام الناجح للعناصر الأخرى لذلك المفهوم من ولا أمثلة وخصائص أساسية وغير أساسية، وتنبثق القاعدة بشكل طبيعي في نهاية اكتساب المفهوم، ويستخدم المعلم القاعدة كأداة يلخص بها الدارسون نهاية بحثهم عن الخصائص المميزة ([2]).

نماذج اكتساب المفاهيم:

ومن أشهر النماذج التي اهتمت بتعليم المفاهيم واكتسابها نموذج (ميرل – تينسون) الذي حدد عدداً . من الخطوات ، التي تعد بمثابة الموجهات في اكتساب المفاهيم ، وهي:

أ – تحديد ضرورة تدريس المفهوم:

ويتم ذلك من خلال تحليل المعلم لمحتوى الدرس ومعرفة المفاهيم الجديدة وتحديد تعريفها الدقيق وتبدو هنا قدرة المعلم في تحديد المفيد من المفاهيم بالنسبة للطلاب وارتباطها بحياتهم وسلوكهم ويكون ذلك من خلال الشروط الآتية:

  • وجود بعض المصطلحات او الكلمات الجديدة في محتوى الدرس.
  • عندما تتطلب مادة الدرس استدعاء تعريف لبعض المصطلحات او الرموز او الجمل المفتاحية.
  • عندما يتطلب الدرس استخدام قاعدة معينة وتشتمل على مفاهيم.
  • أو عندما يقدم محتوى الدرس من خلال سلسلة من الخطوات المتتابعة المترابطة.
  • عندما تتطلب المادة مطابقة أجزاء لوحدة كبيرة.اللقاني وعودة، ١٩٩٠، ص ١٥٣- .(١٥٤

ب – تعريف المفهوم (مستوى المعرفة أو تعرف المفهوم):

وتمر عملية تعريف المفهوم بثلاث خطوات هي([3]):

  • تحديد اسم المفهوم سواء كان كلمة أو جملة او رمزاً ذا معنى خاصاً يتطلب من المتعلم أن يكتسبه وأن يكون قادراً على استخدامه في المواقف الجديدة.
  • تحديد الخصائص المميزة والمتغيرة للمفهوم، ويقصد بالخصائص المميزة الصفات الأساسية والمهمة للمفهوم أما الخصائص المتغيرة فتمثل الصفات غير الأساسية.
  • تعريف المفهوم من خلال جمل تقريرية او اكثر موضحة الخصائص الحرجة للمفهوم والعلاقات التي تربطها.

ج – جمع شواهد المفهوم وتفسيره وتطبيقه:

وتتمثل هذه الخطوة بتحديد الأمثلة المنتمية للمفهوم والأمثلة غير المنتمية للمفهوم، إذ يبين المثال المنتمي للمفهوم الصفات الأساسية (المميزة) للمفهوم، ويدل كذلك على المفهوم موضوع الدراسة، أما الأمثلة غير المنتمية فلا تدل على المفهوم موضوع الدراسة، أي أنه لا يتضمن الصفات الأساسية (المميزة للمفهوم).

ووجد ميرل – تينسون (Merrill-Tennyson) أن عملية جمع الشواهد للمفهوم تتطلب من المدرس ان يقرر صيغة الشواهد التي تمثلها شواهد المفهوم ، وقد قسمت إلى ثلاثة أشكال كالآتي:

  • معرفة المرجع الحقيقي للشيء أو الرمز كما هو في الواقع أو الخيال وهنا يعطي المدرس أمثلة من واقع الطلبة والامثلة الأصلية او الحية للمفهوم فمثلاً عند تدريس مفهوم الجناس يمكن أن يجلب المدرس مجموعة من أمثلة من النصوص المقررة على الطلاب.
  • التمثيل المشابه شكلاً، ويقصد بذلك أن الامثلة التي يعرضها المدرس على المفهوم تكون مماثلة في شكلها وخصائصها للمفهوم المراد تعليمه للطلاب وهنا يعبر عنها بشاهد أو مثال.
  • التمثيل الرمزي ويقصد به إعطاء الأمثلة التي تمثل المفهوم بشكل رموز او كلمات تحل محل المرجع أو المفهوم وهذا النوع يستخدم في توضيح المفاهيم المجردة ويمكن أن يعبر عن التورية (مثلا) بالوصف عن طريق الكلام.

المراجع:

([1]) ميرل – تينسون (۲۰۱۰) تدريس المفاهيم نموذج تصميم تعليمي، ترجمة: محمد الطيطي، دار الأمل للنشر والتوزيع، إربد، الأردن.

([2]) بخيت القيسي (۲۰۰۱) أثر خرائط المفاهيم في تحصيل طلبة المرحلة الأساسية وتفكيرهم الناقد في الرياضيات، رسالة دكتوراه (غير منشورة)، كلية التربية جامعة بغداد.

([3]) أحمد حسين اللقاني، وعودة عبد الجواد (۱۹۹۰) أساليب تدريس الدراسات الاجتماعية، دار الثقافة للنشر والتوزيع، عمان، الأردن.

السابق
تعريف فهم النص الأدبي ومهاراته
التالي
الذكاء الاصطناعي مفهومه وأهدافه

اترك تعليقاً