التربية الخاصة

السمات العامة لدى الطفل المعاق عقليا

السمات العامة لدى الطفل المعاق عقليا

يتشابه الطفل المعاق عقليا في عدد من الخصائص والسمات العامة التي تميزه عن غيره من الأطفال العاديين من جانب وعن أقرانهم من باقي فئات الإعاقات المختلفة من جانب أخر، وبالرغم من وجود السمات العامة للأطفال المعاقين عقليا إلا انه توجد سمات خاصة تميز كل فئة من فئات الإعاقات المختلفة.

فالفروق الفردية بين فئات المعاقين تختلف عن الفروق الفردية بين العاديين، لذلك فإنه لا يمكن تعميم نفس السمات على كل فئات المعاقين لذلك سوف يعرض الباحث بعض السمات الخاصة بفئة المعاقين عقليا وهى كما يلي [1]:

أولا: السمات الجسمية:

يتميز الطفل المعاق عقليا ببطء في معدل النمو الجسمي أو الانخفاض بشكل عام ونقص حجم ووزن الدماغ عن المتوسط، وتزداد درجة انخفاض النمو الجسمي كلما ازدادت شدة الإعاقة العقلية، وقد تصاحب أحيانا ذوى الإعاقة العقلية الشديدة تشوهات جسمية خاصة وذلك في شكل الجمجمة والأذن والعين والفم وفى بعض الأحيان في الأطراف العليا والسفلى.

ومن ناحية أخرى يعانى الطفل المعاق عقليا من بطء في النمو الحركي بالإضافة إلى عدم الاتزان الحركي في بعض الحالات وذلك وفقا لدرجة الإعاقة، فنجد أن بعضهم يتأخر في إتقان بعض المهارات مثل استخدام الأصابع التي يشار إليها بالمهارات الحركية الدقيقة وكذلك الأمر بالنسبة للنشاط الجنسي حيث نجد في بعض الأحيان ضمورا في الأعضاء التناسلية.

وتشير سهير أمين (1999) إلى انه لا توجد سمات جسمية تميز حالات الإعاقة العقلية الخفيفة عن أقرانهم العاديين في الوزن والطول والحركة والصحة العامة، أو البلوغ الجنسي وغيرها ولكن في بعض الأحيان كلما قلت درجة الذكاء واقتربت من (50) درجة كلما بدأت الفروق في مستوى النمو الجسمي والحركي تظهر فهم اقل وزنا وطولا واقل قدرة على المشي بطريقة صحيحة.

ثانيا: السمات الانفعالية:

إذا كانت انفعالات الفرد العادي تتصف إلى حد ما بالثبات الانفعالي والواقعية في مجابهة مشاكل الحياة، فإن هناك العديد من السمات الانفعالية التي يتسم بها الطفل المعاق عقليا عن أقرانه، والتي تعكس عدم ثباته الانفعالي.

وتزداد درجة أو مستوى الإعاقة العقلية وفى مقدمتها [2].

  • التبلد الانفعالي واللامبالاة وعدم الاكتراث بما يدور حوله.
  • النزوع إلى العزلة والانسحاب من المواقف الاجتماعية.
  • عادة ما تكون انفعالاته غير ثابتة.
  • النزوع إلى العدوانية والسلوك المضاد للمجتمع.
  • تعد انفعالاته مضطربة وتتغير من موقف إلى أخر.
  • الشعور بالعدوانية والإحباط أو ضعف الثقة بالنفس.
  • يتسم بالتردد وبطء الاستجابة.

ونظرا لوجود هذه السمات الانفعالية لدى المعاقين عقليا، فإن ذلك قد يؤدى الى قيامهم بسلوكيات غير مرغوبة وتشير  عفاف عبد المنعم (1991) إلى أن الأطفال المعاقين عقليا يظهرون كثيرا من السلوكيات غير المرغوب فيها، والتي تكشف بوضوح من وجود الكثير من الاضطرابات والخلل في الشخصية.

مثل عدم الاتزان الانفعالي وعدم القدرة على مسايرة الآخرين وتزيد مستوى السلوك العدواني ومشكلات السرقة والكذب والاضطرابات الكلامية وغيرها من المشكلات النفسية.

وتؤدى خبرات الفشل والإحباط في الطفولة إلى تنمية سمات غير طيبة لدى المعاق عقليا ومن أهمها عدم المثابرة والاكتئاب والسلبية لأن تكرار مثل هذه الخبرات تجعله يدرك أن الظروف التي تحيط به اقوي من امكانياته فيتوقع الفشل في كل عمل، ويسعى إلى تجنبه ولا يعمل من اجل النجاح إلا بتشجيع الآخرين له.

وبالتالي فان مفهوم الذات لدى الطفل المعاق عقليا يتأثر بالخبرات التي يتعرض لها، وهذا ما يؤثر سلبا في تفاعله الاجتماعي مع الآخرين.

ثالثا: السمات الاجتماعية:

قد يجد الطفل المعاق عقليا صعوبة كبيرة في تحقيق تكيفه للمواقف الاجتماعية المختلفة، وبالتالي فلا يهتم بتكوين علاقات اجتماعية مع الآخرين وخاصة مع الأطفال الذين هم في مستوى عمره الزمني.

فقد يميل أحيانا إلى المشاركة مع الأطفال الأصغر منه سنا في أنشطتهم وألعابهم، ويبدو عليه الشعور بالخوف وعدم الأمن، ولذا فإن نقص اهتماماته بمسايرة الآخرين وانسحابه وانطوائه وعدوانيته قد ترجع إلى اضطراب تفاعله الاجتماعي.

ويشير سعيد العزة (2001 ) إلى أن القدرة العقلية المحدودة للطفل المعاق ذهنيا قد تؤدى إلى قصور في قدرته على التكيف الاجتماعي، وتجعله أقل قدرة على التصرف في المواقف الاجتماعية، وقد تدفع به أحيانا إلى الانسحاب من تلك المواقف والتفاعلات الاجتماعية، وكذلك عن المشاركة الفعالة في الممارسات الاجتماعية مع أقرانه ممن هم في مستوى عمره الزمني.

كما أنه يظهر كثيرا من السلوكيات الاجتماعية غير المرغوبة، والتي تكشف بوضوح عن وجود الكثير من أوجه الاضطراب والخلل في شخصيته.

ولعل أهم تلك المظاهر الاجتماعية التي يتسم بها الطفل المعاق عقليا ما يلي [3]:

  • قصور في الكفاءة الاجتماعية.
  • عجز عن التكيف مع تلك البيئة التي يعيش فيها.
  • صعوبة إقامة علاقات ايجابية مع الآخرين.
  • قصور في القدرة على التواصل.
  • تدنى مستوى المهارات اللازمة للتواصل سواء اللفظي أو غير اللفظي.
  • عدم القدرة على المبادرة بالحديث مع الآخرين.
  • قصور في المهارات الاجتماعية.
  • صعوبة في تكوين علاقات أو صداقات مع الآخرين.
  • صعوبة في القدرة على التعلق بالآخرين والانتماء إليهم.
  • لا يهتم بإقامة علاقات اجتماعية مع أقرانه.
  • الميل إلى مشاركة من يصغره سنا في أي ممارسات اجتماعية.

هذا بالإضافة إلى أنه أقل في القدرة على التصرف في المواقف المختلفة، و يرجع هذا إلى عدم تكوين المهارات الاجتماعية بصورة سليمة وأسلوب المعاملة التي يتلقاها وفى حقيقة الأمر تمثل اتجاهات المحيطين بالطفل المعاق عقليا، وكيفية تعاملهم معه ودرجة توقعاتهم منه محددات أساسية في تشكيل سماته.

فلاشك أن الاتجاهات الوالديه السالبة نحوه وما يرتبط بها من عدم إتاحة الفرصة له للاندماج والتعلم وإقامة العلاقات الاجتماعية يؤثر في كفايته الاجتماعية، كما أن تعاملهما على أن قدرات طفلهما المعاق عقليا محدودة قد يؤكد على خاصية الاعتمادية عليهما وعدم شعوره بالاستقلال.

رابعا: السمات العقلية :

تعتبر السمات العقلية من أهم السمات التي تميز بين الطفل المعاق عقليا عن الأطفال العاديين حيث يتصف مستوى الأداء العقلي العام لدى الطفل المعاق عقليا بالانخفاض، ويعتبر مستوى الانخفاض محددا أساسيا لمستويات الإعاقة العقلية.

ويظهر الانخفاض في عمليات اكتساب المعلومات، وتجهيزها ولذلك فإن الطفل المعاق عقليا يواجه بعض الصعوبات في القيام بهذه العمليات وتختلف نوعية الصعوبات ودرجتها لديه باختلاف مستوى الإعاقة العقلية.

وبوجه عام يختلف الطفل المعاق عقليا عن أقرانه العاديين في النمو العقلي والقدرات العقلية ولذا فإن الفروق بين المعاق عقليا بدرجة متوسطة والعاديين تكون كبيرة في مرحلة الطفولة المبكرة، وما بعدها ويمكن التمييز بينهما في سن مبكرة لأن النمو العقلي للطفل المعاق عقليا بطئ جدا وقدراته العقلية ضعيفة وحصيلته اللغوية بسيطة.

كما يشير عادل محمد (2004) إلى أن القصور لدى الطفل المعاق عقليا ينعكس وبشكل كبير على قدراته العقلية، وبالتالي لا يكون تفكيره على مستوى المواقف أو الأحداث التي يمر بها، أو التي يواجهها كما يكون تفكيره سطحيا وبسيطا وقد يرجع ذلك إلى العديد من الأسباب أهمها ما يلي:

  • ضعف الذاكرة مما يقلل بشكل كبير من إمكانية الاستفادة من الخبرات السابقة وأثار التعلم.
  • ضعف القدرة على اكتساب المفاهيم المختلفة وإدراك العلاقة بين الأشياء.
  • نقص القدرات اللغوية مع صعوبة الكلام ووجود عيوب به مما يؤدى بدوره إلى نقص الحصيلة اللغوية وضعفها.
  • بطء الاستجابة وتأخر ظهور الانفعالات.
  • قصور في الاستجابة على مستوى المثيرات الحسية فقط في معظم الأحوال مما يضعف قدرته على التعميم.

خامسا: السمات اللغوية:

تعتبر السمات اللغوية والمشكلات المرتبطة بها مظهرا مميزا للإعاقة العقلية ولذا فان هناك ثمة اتفاق أو إجماع بين بعض العلماء والباحثين على أن القدرة على التحدث واستخدام اللغة يرتبط ارتباطا وثيقا بالنمو العقلي، وعلى ذلك فليس من المستغرب أن نجد مستوى الأداء اللغوي للطفل المعاق عقليا هو أقل بكثير من مستوى الأداء اللغوي للأطفال العاديين الذين يناظرونه في العمر الزمني.

ولهذا تعتبر السمات اللغوية من أهم السمات التي ترتبط بالإعاقة العقلية، ولذلك فان الطفل المعاق عقليا من الدرجة البسيطة يصل إلى مستوى معقول من الأداء اللغوي وذلك على الرغم من انه يتأخر في النطق بينما يعانى ذوى الإعاقة العقلية المتوسطة من صعوبات مختلفة من أهمها ما يلي:

  • الاضطرابات المختلفة في اللغة والكلام.
  • التأخر اللغوي والإدراكي.
  • التأخر في اكتساب قواعد اللغة.
  • ضآلة المفردات اللغوية وبساطتها.
  • بساطة التراكيب اللغوية وسطحيتها.
  • تدنى مستوى الأداء اللغوي.

هذا بالإضافة إلى أن الطفل المعاق عقليا يعانى من بطء في النمو اللغوي بشكل عام، فعادة ما يتأخر في النطق واكتساب اللغة، كما أن صعوبات الكلام تشيع بين المعاقين عقليا بدرجة كبيرة ومن الصعوبات التي تعتبر أكثر شيوعا التهتهه والأخطاء في النطق.

ونظراً للقصور في شخصية الطفل المعاق عقلياً سواء في السمات( الجسمية – الانفعالية – الاجتماعية – العقلية – اللغوية )، فإن وجود طفل معاق عقليا داخل الأسرة يمكن أن يكون مصدرا للعديد من الضغوط الحياتية الواقعة على كاهل الأبوين ( الآباء – الأمهات ).

فكلما كانت نسبة الإعاقة العقلية لدى الطفل كبيرة كلما ذادت من حدة الضغوط الحياتية لدى الوالدين، مما يجعلهما في أمس الحاجة إلى المساعدة وتقديم يد العون من الآخرين للتعرف على السمات العامة للطفل المعاق عقليا.

مما يمكن أن يساهم في قدرة الوالدين على مواجهة الضغوط الحياتية الواقعة عليهما بسبب وجود طفلهما المعاق عقليا بكفاءة وفاعلية، وقدرتهما على التكيف مع المواقف التي يمكن أن تنشأ بسبب ذلك الطفل

المراجع

  1. Došen, A. (1984). Depression conditions in mentally handicapped children. Acta Paedopsychiatrica: International Journal of Child & Adolescent Psychiatry.‏
  2. Leonard, H., Petterson, B., De Klerk, N., Zubrick, S. R., Glasson, E., Sanders, R., & Bower, C. (2005). Association of sociodemographic characteristics of children with intellectual disability in Western Australia. Social science & medicine, 60(7), 1499-1513.‏
  3. Li-Tsang, C. W. P., Yau, M. K. S., & Yuen, H. K. (2001). Success in parenting children with developmental disabilities: Some characteristics, attitudes and adaptive coping skills. The British Journal of Development Disabilities, 47(93), 61-71.‏
السابق
أساليب تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة
التالي
المعلم كمرشد نفسي مدرسي للطلاب

اترك تعليقاً